رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

اليوم تمر ذكرى وفاة صحفي عظيم اسمه مصطفى شردي.. هل تعرفه؟
منذ ثلاثين عاما بالضبط وتحديدا في 29 يونيو من عام 1989 أنتقل إلى رحمة الله وبدأ حياة جديدة عند ربنا أجمل من هذه الحياة الفانية! وإذا كنت حضرتك لا تعرف المرحوم مصطفى شردي فهذا يدخل في دنيا العجائب لأن تأثيره كبير جداً على الصحافة المصرية من حيث تطوير أداءها وقدرتها على قول كلمة الحق في وجه سلطان باطل والاقتراب من الجماهير بالحديث عن المشاكل التي تحاصرهم، وكان قدوة يحتذى بها من خلال عمله بجريدة الوفد التي قام بتأسيسها عام 1984 عندما كان فؤاد باشا سراج الدين رئيساً للحزب، وكانت تلك الصحيفة المعارضة حدث جديد على الصحافة المصرية أحدثت دويا على جميع الاصعدة بين القراء والمسؤولين والصحفيين على حد سواء.
ويمكن تقسيم حياة المرحوم مصطفى شردي إلى عدة أقسام فهو "بورسعيدي" الأصل ، وعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ودمرت مدينة بورسعيد قام الفتى الناشئ العاشق للصحافة بتصوير التدمير الذي لحق بالمدينة وأرسلها إلى أستاذه المرحوم مصطفى أمين ، وعن طريقه عرفها العالم كله ، وهكذا بدأ حياته الصحفية "بخبطة" عالمية.
وبعد تخرجه من كلية الآداب قسم صحافة سافر إلى الخليج العربي ولم تكن دولة الإمارات قد تكونت بعد ، وكانت المنطقة بدائية وتعيش على الفطرة! لكنه نجح في إنشاء صحافة حديثة هناك رغم قلة الإمكانيات والقراء، وما تزال الجريدة التي قام بتأسيسها في أبوظبي تحتل المكانة الأولى بين الصحف هناك.
وعقب عودته إلى مصر أوائل السبعينيات من القرن العشرين عمل فترة في مجلة آخر ساعة وبسرعة أثبت وجوده وترك بصمة على المجلة، وأرتقى بسرعة الصاروخ حتى أصبح نائبا لرئيس التحرير.
وكان حزب الوفد بعد عودته إلى الحياة السياسية يبحث عن رئيس تحرير، وعندما سأل رئيس الحزب الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين عن الصحفي الذي يصلح لهذه المهمة أجابه على الفور وبدون تردد مصطفى شردي مفيش غيره.
وخلال أسابيع قليلة بعد صدورها أصبحت جريدة الوفد ملء السمع والبصر بفضل رئيس تحريرها الشجاع صاحب القلم الرشيق الذي خاض معارك عدة دفاعا عن الناس في وجه الظلم، وتعرض لتهديدات كثيرة انتهت بتحطم سيارته، وتقديم بلاغات ضده وضد أسرته! لكنه صمد ولم يتراجع ، بل وقام بتحويل الوفد إلى جريدة يومية، وأصبحت من أكثر الصحف المصرية انتشارا نافست في ذلك الوقت الصحف العريقة مثل الأهرام والأخبار!! واختارته بورسعيد نائبا لها في البرلمان ، فأثبت وجوده وكفاءته تحت القبة برغم مشاغله الصحفية.
وعند وفاته شهدت مدينته بورسعيد جنازة لم يسبق لها مثيل!!
وكان أستاذي مصطفى شردي رحمه الله يجمع بين الحسنيين ، فهو جاد جدا في عمله ومفيش هزار! لكنه في ذات الوقت إنسان لطيف ومحب للنكتة!
وختامه مسك بالحديث عن زوجته العظيمة السيدة "ثريا" التي وقفت معه في السراء والضراء وكانت من العوامل الأساسية لنجاحه وتحمله لمختلف المتاعب التي أحاطت به ، وكذلك أبناءه خاصة صديقي العزيز محمد مصطفى شردي الذي ينطبق عليه المثل القائل "ابن الوز عوام"، فقد عمل في الوفد ووصل إلى أعلى المناصب ثم أعتزل في الوقت المناسب عندما لم يعد الوفد زي زمان. عجائب.