رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ويظل مصطفى شردى نهراً من الوطنية والثبات على المبدأ.. يطفئ ظمأ كل الوطنيين الباحثين عن منبر يقولون منه كلمة الحق.. تظل كلمات وسطور وحروف مصطفى شردى صدقات جارية على روحه عند مليك مقتدر.. وتظل كلماته فى مجلس الشعب نورًا يهتدى بها الذين أدركوا أن كلمة الحق فى وجه كل سلطان جائر هى أفضل وأعظم عند الله من الدنيا وما فيها. فلم تكن حياة الرجل إلا مسيرة يتعلم منها ويحلم بها أصحاب الضمائر فى الحياة السياسية والحزبية بأسرها.. خاض معركة ترسيخ الوفد فى الشارع المصرى بكلماته التى كانت أقوى من كل طلقات المدافع فى وجوه كل من تجبر وتسلط على حريات الشعب، جعل من صفحات جريدة الوفد منبرًا ومحاميًا لكشف فساد واستبداد النظام.. فدخلت الوفد عقول وقلوب المصريين.. فلا عقل ولا قلب الأسوياء يريد أحدهم أن يتلوث أو يحتفظ بسطور النفاق والكذب فوصلت الوفد فى عهده إلى مليون نسخة، تصاغرت أمامه الوزراء وكل رجال السلطة.. وظلت قامة الحق مرفوعة يحسب له ألف حساب وحساب.. يوم دعا مبارك رؤساء التحرير للقائه.. وكان حينها مصطفى شردى فى مسقط رأسه حبيبته ومعشوقته بورسعيد.. وكان هناك متسع من الوقت أن يلحق شردى باللقاء.. ولكنه قال قولته المشهورة مصطفى شردى ليس تحت أمر أحد إلا الشعب.. وإن كانت هناك أهمية فى اللقاء فليكن فى موعد آخر يحدد.. ولأن الخصم السياسى يحترم خصمه القوى الذى يعرف معنى المواجهة ولا يعرف معنى التآمر.. فما كان من مبارك إلا أن حدد الموعد الذى يروق لشردى وحده فكان اللقاء فى اليوم التالى.. ويوم أراد كل تلاميذ الطغاة القضاء على مصطفى شردى، وذلك برفع الحصانة البرلمانية عنه فى قضية رفعها ضده محافظ الإسكندرية فوزى معاد رحمه الله بسبب جرائم الحكومة والمحافظة فى جريمة صب الصرف الصحى فى البحر.. وفجأة وزع تقرير طلب رفع الحصانة عن مصطفى شردى.. وأخذت الأغلبية فى محاولة تنظيم صفوفها ونية مسبقة من دكتور رفعت المحجوب فى ذلك الوقت بإنهاء مصطفى شردى عقابًا له على فتح صفحات الوفد لكشف الوفد قضايا كان متهماً فيه شقيق المحجوب وحاول رفعت المحجوب أخذ الموافقة فكانت المفاجأة رفض القاعة رفع الحصانة.. فزاد وعاد وكرر المحجوب طلب رفع الحصانة تصفية لشردى فكان الرفض.. وهنا وقف مصطفى شردى قائلاً: إننى أرحب بالذهاب إلى ساحة القضاء لأننى أعتقد أن محاربة الفساد هى مسألة تقترب من الجهاد فى سبيل الله.. فأصبحت كلماته منهجًا للباحثين عن الصحافة النظيفة والسياسة النظيفة.. تحولت الصحافة والساسة والوفد على أيدى شردى إلى مدارس وطنية خسر من لم يعاصرها.. وخسر من حضرها ولم يتعلم منها.. إنه مصطفى شردى ذلك الشاب المناضل فى صباه عندما ارتدى ملابس صياد ليصور جرائم العدوان الثلاثى فى 1956 على بورسعيد وتصل هذه الصور إلى جمال عبدالناصر عن طريق الكاتب الراحل مصطفى أمين فيكلف عبدالناصر بإعداد طائرة خاصة لمصطفى أمين لعقد مؤتمرات صحفية فى العالم لشرح تفاصيل مجازر ومذابح العدوان الثلاثى.. على أن تنسب هذه الصور إلى مصور عالمى للحيادية، وظل مصطفى شردى صلبًا لا يلين لباطل ولا يخضع لسلطة فى باطل.. فظلت ذكراه عطره رغم أدوات الفتك التى كانت تقابله وتعد له.. فتحولت كلماته فى المجلس وفى الصحافة وكل موقف إلى صداقات حارسة لروحه وعلم ينتفع به كل صاحب ضمير وباحث عن الحق.