رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

ثلاثون عامًا مرت منذ ترجل مصطفى شردى فارس المعارضة الصحفية عن جواده وتركنا.. إذ هو لم يغادرنا.. فمازلت أراه أمامى ليس فقط فى جريدة الوفد.. أو فى البرلمان.. بل منذ التقينا سويًا فى قسم الصحافة بجامعة القاهرة فى أكتوبر 1957.. ومنذ تزاملنا فى أخبار اليوم.. ولم نفترق بعدهاـ داخل مصر وخارجها- ومنذ فكرنا فى إصدار جريدة الوفد عام 1984.. وتجربتنا الرائعة فى أبوظبى.. ومن يومها لم نفترق.

كنا كالتوءم.. ندخل قاعة التحرير فيبتسم لى ويقول: أقول أنا أم تتكلم أنت.. فأفكارنا واحدة! كان دائمًا صاحب الأفكار.. لمَ لا وهو الابن الشرعى لصاحب الفكرة الأصلى، على بك أمين.. كان يحلم بصحافة جديدة تحرك المياه الراكدة التي سادت الوسط الصحفى والسياسى المصرى.. عندما كان الكل يسبحون بأعمال السلطان، مخطئًا أم مصيبًا. كان يقول لنا: الشعب ينتظر من يقول له الحقيقة.. وسوف نكون نحن من يتولى هذه المهمة القومية.. لذلك جعل وجعلنا من جريدة الوفد صحافة جديدة كاد الناس ينسون دورها الطبيعى، أن تقول الحقيقةـ كل الحقيقةـ للناس.. وكانت الوفد هى هذه النافذة.. ونشهد أن النظام السياسى أيام الرئيس مبار لم يقصف قلمًا.. رغم أن حوارى الرئيس كثيرًا ما زينوا له ذلك.. وبسبب ذلك تقدمت جريدة الوفد بسرعة رهيبة.. لتكتسب قوتها من معارضتها الوطنية.

< كناـ="" بإشراف="" مصطفى="" شردى-="" ننشر="" ما="" لا="" تستطيع="" أى="" صحيفة="" أخرى="" أن="" تنشره..="" وعرف="" القارئ="" المصرى="" أسلوبًا="" جديًدا="" وجريئًا="" للنقد="" السياسى="" لم="" يعهده="" منذ="" ما="" قبل="" يوليو="" 1952..="" وبدأنا="" بكتيبة="" لا="" يتجاوز="" عدد="" جنودها="" العشرين="" فدائيًا="" وانطلق="" مصطفى="" شردى="" يقود="" هذه="" الكتيبة="" الفدائية="" ليدخل="" بها="" وبالجريدة="" كل="" بيت="" فى="" مصر..="" وصارت="" هى="" المدرسة="" الجديدة="" التي="" تتصدى="" للفساد="" وتكشف="" اللصوص="" والقطط="" الثمان..="" أو="" السمان="" فالمعنى="">

< ودخل="" مصطفى="" شردى="" المعارك..="" معركة="" وراء="" أخرى..="" لم="" يهدأ..="" وجعل="" من="" «الوفد»="" مدرسة="" يلهث="" وراءها="" كل="" من="" يفكر="" فى="" إصدار="" صحيفة="" حقيقية="" حتى="" أن="" الدول="" الشقيقة="" كانت="" تتسابق="" للفوز="" بأحد="" جنودها،="" وخلال="" أعداد="" معدودة="" قفز="" توزيع="" الوفد="" ليصل="" إلى="" 800="" ألف="" نسخة="" فى="" العدد="" الواحد..="" وهذا="" ما="" شجعنا="" علي="" أن="" نصدر="" وبعد="" ثلاثة="" سنوات="" جريدة="" الوفد="" اليومية="" عام="">

< ويواصل="" الفدائى-="" ابن="" المدينة="" الفدائية="" الأولى="" فى="" مصر-="" مصطفى="" شردى="" معاركه..="" لم="" يهدأ،="" بل="" ولم="" يهنأ="" وكأنه="" كان="" يعرف="" أن="" أيامه="" معدودة..="" وأن="" قلبه="" عليل="" وجسده="" أنهكه="" القتال..="" إلى="" أن="" سقط="" وسطنا..="" وجلست="" أكتب="" خبر="" سقوط="" الفارس="" ودموعى="" تغطى="" الأوراق="" ومازلت="" أعيش="" مع="" رفيق="" عمرى="" مصطفى="" شردى..="" وأراه="" كثيرًا="" فى="" منامى="" تمامًا="" كما="" أراه="" فى="" يقظتى..="" ولذلك="" أرفض="" من="" يقول="" لى="" إن="" مصطفى="" شردى="" مات..="" فأنا="" أراه="" كل="" يوم..="" وأرى="" اسمه="" على="" الصحيفة="" التي="">