عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

غدا يحل العيد السادس لثورة 30 يونيه التى حملت رسالة  من  الشعب المصرى لكل من يعنيه الأمر. تقول بوضوح إنه يرفض الدولة الدينية, وإنه بوعيه، هو من استدعى القوات المسلحة  لتنفيذ مطلبه بإسقاط دولة المرشد. وإن المصريين قد سبق وتساهلوا ومنحوا الفرصة لجماعة الإخوان لتسطو على ثورتهم فى 25 يناير, وتستغل تدينهم التلقائى المعتدل، ظنا منهم أنهم لم يجربوا  فى الحكم  من قبل, فلما تبين لهم أنه حكم فاشل وتافه ,تقوده جماعة  فاشية مسعورة تسعى للاستحواذ والإقصاء لتمكين أعضائها وأنصارها من المتأسلمين  من مفاصل الدولة, ولا تؤمن أصلا بالأوطان, وتقامر بمصير وطنهم  لإقامة دولة الخلافة المزعومة، وتكاد تدفع به نحو الهاوية, لم يقبلوا  بذلك واستعادوا  قدرتهم الخلاقة فى التصدى لحكم شمولى استبدادى، لا كفاءة  ولا ضمير له ولا يخجل قادته من القول إنهم يحكمون باسم الله!

قلبت ثورة الثلاثين من يونيه الموازين, لا فى مصر فقط, بل فى المنطقة كذلك, لأنها كشفت هزال جماعة الإخوان وضحالتها، وأنها محض جماعة إرهابية منذ نشأتها وحتى الآن، وأنه لا حل أمامها للاندماج فى المجتمعات، سوى أن تبقى مجرد جماعة دعوية، تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

وليس انحسار ظاهرة الإرهاب فى مصر التى تشعلها الجماعة بأموال غربية وقطرية وتركية، وسعى الدولة الدؤوب للنهوض بمؤسساتها وبمواطنيها، وتراجع  نفوذ جماعة الإخوان فى  ليبيا  والجزائر وسوريا والسودان وأزمتهم المستمرة فى تونس وحتى فى تركيا, إلا  دليل واحد من أدلة كثيرة على ذلك، كان بينها إدراجها كجماعة إرهابية لدى مصر والسعودية, أكبر دولتين عربيتين من حيث النفوذ والسكان، ومن حيث الدلالة المعنوية، وتوجه الإدارة الأمريكية نحو وضعها فى قائمة المنظمات الإرهابية .

ولأن تصرفات  جماعة الإخوان الهيسترية، تفقدها القدرة   على قراءة الواقع، فهى تكرر أخطاءها، حيث لا تزال تتوهم أن ثورة الثلاثين من يونيه، هى مجرد  انقلاب عسكرى، فضلا عن سعيها الذى لا يتوقف عن «لملمة» بعض الشخصيات والأسماء والقوى التى تسمى نفسها يسارية،  لتضعهم على رأس البيانات التى  تصدرها من حين لآخر، مرة تحت مسمى «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» وأخرى تحت لافتة تحالف القوى المدنية لدعم الديمقراطية، لإيهام الغرب أن المعارضة لما تسميه الانقلاب العسكرى واسعة وتشمل غيرهم من قوى غير دينية .

آخر تجليات جماعة الإخوان فى «اللملمة», البيان الذى صدر قبل أيام لما يسمى «المنبر المصرى لحقوق الإنسان » موجها إلى الرأى العام وقوى الاصلاح فى مؤسسات الدولة والمعارضة، بمناسبة الذكرى السادسة لما قال إنه انتفاضة يونيه وانقلاب 3 يوليو. وبعد «شوية» تدليس بالكلام عن الحريات وحقوق الإنسان، فإن جوهر مطالب البيان الإخوانية، هى السماح  لفريق من الأمم المتحدة للتحقيق فى أسباب وفاة «محمد مرسى» ووقف تنفيذ جميع أحكام الإعدام الصادرة منذ يوليو 2013، والافراج الفورى عن كل المسجونين، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، والتصديق على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ومراجعة كل القوانين التى أقرها مجلس النواب!

لم يكن ينقص البيان السابق، سوى الدعوة لتأديب الشعب المصرى «الخائن والجبان» كما وصفه أحد أنصار الجماعة، فى اعتصام رابعة الشهير، بسبب ثورته فى الثلاثين من يونيه. فلتنعق الجماعة بما تشاء, هى وأذرعها المدنية، لأن الحقيقة الماثلة أمام العالم  هى أن الانقلاب كان حكمهم الذى سعى لتمزيق هوية مصر، وأن المصريين بإسقاط حكمهم  يؤكدون تمسكهم بهويتهم التى تتشكل من تضافر خلاق بين الحضارات والثقافات والديانات.

وفى العيد السادس للثورة يحق لنا أن نحتفل بقوة إرادتنا، ونغنى مع النشيد الجميل: ريسنا رجل جرىء، فى الضلمة شاف طريق، عدى بمركب بلاده، لما البحر كان غريق، احنا فى ضهرك يا سيسى، عقلى اختارك رئيسى .