رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

أزمة غذاء طاحنة  على الأبواب.. ناقوس الخطر يدق بشدة.. كان عليهم الاستعداد جيداً، استشارهم فى الأمر، واتفقوا على أن يقوم ليلاً بوضع إناء كبير فى ساحة واسعة، ليقوم كل منهم بإحضار  مقدار «كوب حليب»  ووضعه فى الإناء الكبير.. مرت الليلة وفتح الإناء فى الصباح، فماذا وجد الرجل؟!.

وجده ممتلئاً «بالماء»، فقد ظن معظمهم أن كوباً من الحليب المخلوط بالماء لن يحدث فرقاً فى محتوى الإناء الكبير، وحدث ما حدث!.

باختصار: أصبح الإناء بما فيه صورة طبق الأصل من نفس الظنون!.

كان الرجل أمام أزمة أخرى لم يتوقعها، ذلك أنه لم يشك - ولو للحظة واحدة-  فى أن الكثيرين سيفعلونها على طريقة «ولا مِن شاف ولا مِن دِري»!.

قصة تبدو بسيطة استمعت إليها من صديقى الذى شكا لى سوء الأحوال واعوجاج الطباع.. بدا حزيناً، فليس من طباعه وطبيعته الشكوى أو التشاؤم.. كان يتساءل: لماذا أصبحت مفاتيح حياتنا تشبه كلمات «أغانى المهرجانات »، وموسيقى الراقصين على أحزاننا؟.

عندما تبادر بتقديم الطيب دون انتظاره من الآخرين، وعندما لا تنتظر من الآخرين فعل ما بإمكانك فعله، ستكتشف حينها لماذا لم يربح الحليب معركة الإناء؟!.

عندما لا تقارن السيئ بالأسوأ، والضعيف بالأضعف، سوف تتعرف إلى نفسك من جديد!.

الجبل صنعته حبات رمال متجانسة، و حياتنا التى نرجوها يصنعها  السلوك الإيجابى المُوحَّد فى كل شيء!.

الممشى الزجاجى الجديد،الذى يزين محور روض الفرج بالقاهرة، وتشوهت صورته قبل أيام بأكياس القمامة لم تكن سوى كيس واحد ظن صاحبه أنه لم ولن يحدث فرقاً، وسوف يطير على سطح النيل!.

منظومة مترو الأنفاق التى تحولت فى لحظة ما – دون أن نشعر – إلى مكان يتنافس  فيه الكثيرون للهروب من سداد ثمن التذكرة، لم تكن سوى نتيجة لتحالف بين ماكينة « عطلانة» وشخص ظن أن عبوره منها بدون تذكرة لم ولن يحدث فرقاً.

منظومة التعليم .. مدارسنا، ومعلمونا، وطلبتنا، لن يتحول كل ذلك إلى قصة إيجابية إلا إذا أدرك كل فرد بأن سلوكه – ولو بدا بسيطاً بالنسبة إليه- سيصنع فرقاً،  وأنهم مثل حبات الرمال والصخور التى تصنع الجبال!.

أخبرنى صديقى أن التنمية الاجتماعية الشاملة، تتطلب مشاركة مجتمعية متكاملة تحشد الطاقات الإيجابية لدى كل إنسان، وتحفزه على السلوك الإيجابي.

قال لى : وهل نسيت يا صديقى أن كل إناء بما فيه ينضح!.

نبدأ من الأول

[email protected]