رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

مثل جميع الصحف، تمر جريدة الوفد بأزمة مالية، يمكن وصفها بالطاحنة، وتتلخص فى جملة واحدة: الدخل أقل من المصروفات، تماما مثل موازنة الحكومة، ومثل الصحف القومية، الجميع يعانى من عجز في الموازنة، الحكومة تستعين على الموازنة بالقروض وبيع السندات، والصحف القومية تصرف مرتبات وحوافز وبدلات وأرباح العاملين فيها من موازنة الدولة، حوالى مليار و600 مليون جنيه سنوياً، والمعروف أن المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الوفد تسلم فى 30 مارس 2018 رئاسة الحزب وخزينة الصحيفة صفر.

الوفد يستعين على العجز بالأعضاء، يمولون الجريدة بالفرق بين المصروفات والواردات، والمبلغ يتفاوت شهرياً، بين مليون ومليون ومائتي ألف جنيه، ومصروفات الوفد تشمل المرتبات، ونفقات الطباعة، والتأمينات.

أزمة الجريدة المالية أجبرت الإدارة على الترشيد، فتم تجميد مرتبات العاملين منذ عشر سنوات، كما جعلتها تتعثر مثل جميع الصحف القومية فى تسديد المعاشات، وكامل مستحقات الطباعة، وصندوق الزمالة، وصندوق التكافل، ونهاية الخدمة.

السبب الرئيس للأزمة المالية، فى الوفد وسائر الصحف، يعود إلى قيام ثورة يناير، مرت البلاد بمرحلة عدم استقرار امتدت إلى سنوات طويلة، خلال هذه السنوات، توقفت السياحة، والصناعة، والتجارة، وهرب المستثمرون، وهو ما يعنى للصحف توقف الاعلانات، والاعلانات هى شريان الحياة لوسائل الإعلام، قيمتها هى التى تنفق على الصحف: المرتبات، الطباعة، الخدمات..

بعد ثورة 30 يونيو بدأت البلاد تشهد نوعا من الاستقرار، اطمئن رجال الأعمال، وبدأت السياحة تعود على استيحاء، وبحمد الله بدأت المصانع والشركات تندع بالإعلانات، وبعد أن كانت الصحف تنفق من لحم الحى، أصبحت مطالبة بسد العجز بين واردات الاعلانات الضعيفة ومصروفاتها.

الصحف استبشرت خيرا، وانتظرت استقرار المؤسسات ونظام الحكم، وفرض الحكومة قبضتها، واعادة هيبة الدولة لكى تعود المياه إلى مجاريها، لكن للأسف الضربة جاءت للصحف بعد تعويم الجنيه، وبات الدولار بعشرين جنيها، بعد أن كان بخمسة أو سبعة جنيهات، غرقت الصحف، لأن جميع مدخلات صناعة الصحف مستوردة: الورق، الأحبار، وغيرها، زادت التكلفة خمسة أضعاف، وأصبح العدد الواحد يكلف الجريدة 8 جنيهات، يعنى الخسائر بالجملة، فى العدد الواحد 6 جنيهات.

والحل؟، بعض الصحف أغلقت أبوابها، والبعض الآخر قام بأكبر عملية ترشيد فى تاريخه: جمدت المرتبات، امتنعت عن صرف العلاوات، والبدلات، والأرباح، رشدت فى نفقات المدخلات، والخدمات: التليفون، والمحمول، وبنزين السيارات، وورق الدشت، وصفحات البروفات، والصفحات الملونة، وأخيرا قللت أعداد صفحات الجريدة من 20 و24 و18 إلى 12 صفحة، كما خفضت أعداد المطبوع، كل جريدة اضافية يعنى خسائر جديدة.

 الوفد خلال هذه السنوات العجاف اعتمد على الودائع التى تم توفيرها طوال 30 سنة من عرق وجهد محرريها والعاملين بها، وكانت تقدر بحوالي 90 مليون جنيه، انفق منها 10 ملايين على انتخابات الرئاسة أيام الرئيس مبارك، بمرور الشهور والسنوات لسوء الإدارة نفدت الودائع، وأصبح العجز في المصروفات والواردات يشكل أزمة شهريا لإدارة الجريدة، الحزب مشكوراً يرد الجميل للجريدة، تولى بعض أعضاء الحزب، برئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة، تسديد العجز، إلى متى؟، «للحديث بقية».

[email protected]