رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى الموضوع

أنا واحد من العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة، منذ أربعة عقود أو تزيد، عشت خلالها ولم أزل جندياً مخلصاً فى كتيبتها، وحارساً أميناً على هيبتها ومدافعاً عن محرابها بكل ما أملك من قوة وعزم.

ربطنى بها فى ربيع العمر غرام  مبكر، حين اخترت الإعلام كـ«كلية» تؤهلنى لها، رغم أن الطريق كان أمامى مفتوحاً بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التى كانت تتربع على قمة الكليات الأدبية آنذاك.

وفور تخرجي، طفت معظم الصحف المصرية متدرباً حتى رست سفينتى المهنية على شواطئ مؤسسة  الأهرام عام 1986 التي كانت تمثل حلماً كبيراً لكل من يعمل بمهنة الصحافة، وواصلت مشوارى المهنى بها ولم أزل حريصاً على أداء واجبى المهنى حتى الآن بكل جهد واجتهاد، منذ أن بدأت العمل محرراً حتى وصلت مديراً للتحرير.

 

وهى

صحيفة الوفد العريقة التى تتلمذت على مقالات كبار كتابها قارئاً، منذ إنشائها على يد الراجل الكبير الأستاذ المرحوم مصطفى شردى فى عام 1984، والذى حفر لها ممراً مميزاً بين مجرى الصحف الحزبية والقومية فى ذلك التوقيت،  فكانت الأقوى بينهم معارضة، والأكثر استقلالاً وتأثيراً حتى صرت اتابعها كقارئ بانتظام.

عرفت من خلالها ملامح الصحيفة المعارضة بشكل محدد، وبأنياب حادة فى إطار من الموضوعية والصدق، فلم يتمكن أحد من تعطيل صدورها وانتشارها حتى قاربت توزيعها المليون نسخة من أيدى القراء.

ورحل شردى، وواصل من بعده أساتذة عظام سائرين على الدرب، وملتزمين بنفس النهج كالأستاذ جمال بدوى وسعيد عبدالخالق ـ رحمهما الله ـ ومن بعدهما الأستاذ عباس الطرابيلى أطال الله فى عمره، وغيرهم من الزملاء والأعزاء ومع كل رئيس تحرير جديد كان لصحيفة الوفد  مذاق خاص، ونكهة مميزة.

لذلك كان شرفاً لى أن أنضم الى كتيبة  كتابها بدعوة كريمة من رفيق العمر المهنى الأستاذ وجدى زين الدين رئيس التحرير.

 

هو

أما هو فإنه حزب الوفد العريق، الذى تنطق بلسانه الصحيفة، وتعبر عن سياساته، وسط منافسات شرسة اقتصادية وسياسية.

ولا أستطيع فى هذا المجال، وعلى قدر هذه المساحة، أن أتحدث عن تاريخ وقيمة حزب تجاوز عمره المائة عام، وامتد تأثيره منذ تأسيسه عام 1918، فى تشكيل ملامح الحياة السياسية فى مصر قبل الثورة وبعدها، فكان المؤسس لمدرسة الوطنية المصرية بمختلف أطيافها، والمحرك لثورة 1919 بزعمائه البارزين الذين قادوا الحركة الوطنية فى مصر، وأثروا فى ثورات العالم من حولهم، فنشروا حركات التحرر الوطنى خارج حدود الوطن بدءاً بزعيم الأمة خالد الذكر سعد زغلول ومروراً بمصطفى النحاس، ثم فؤاد باشا سراج الدين، وصولاً الى رئيس الوفد الحالى المستشار بهاء الدين أبوشقة، السائر على درب سابقيه، ساعياً بكل ما أوتى من قوة أن يظل الوفد كعهده محافظاً على ثوابت الدولة المصرية.

ومن دواعى سرورى مرة أخرى، أن أشرف بعضوية هذا الحزب العريق من سنوات ليست ببعيدة، لكى أواصل مسيرة الأجداد التى بدأها حمد باشا الباسل، الذى كان واحداً من «11» عضواً شكلوا هذا الحزب عند ولادته قبل قرن من الزمان.

وختاماً.. آمل أن يكون رأيي واضحاً فى الحق على صفحات الوفد «الصحيفة» وبنفس القدر عضواً فاعلاً فى صفوف الوفد «الحزب»، محافظاً على مسيرته ومدرسته التى تتخذ من الموضوعية شعاراً، والوطنية منهجاً.

ها أنا ذا باختصار ـ يا قارئى العزيز- فأنت سيدي، الذى أسعى دائماً للوصول اليه عبر الأهرام، أو «الوفد»، والى لقاء قادم على هذه المساحة فى الأسبوع المقبل.