ضربة البداية
تذكرت وأنا أتابع افتتاح بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم باستاد القاهرة، افتتاح أوليمبياد بكين عام 2008 باستاد «عش الطائر» الشهير، والتى شرفت بتغطية أحداثها وكنت مبهوراً بهذا الافتتاح الرائع الذى لم أر مثله واعتبره الكثيرون الأفضل على مر التاريخ، وبصراحة شديدة وبدون أى تحيز افتتاح الأمم الأفريقية كان «أسطورياً» تخطى حدود الخيال و«مبهراً» بدرجة لا يمكن وصفها، والأهم من هذا كله أنه جاء «مشرفاً» تحدث عنه العالم بعبارات تجعلك فخوراً وسعيداً بما وصلنا إليه من «دقة وتركيز وإبهار وعظمة» إلى جانب الأمن والأمان الذى نعيشه والاطمئنان الذى يسكن قلوب كل مصرى، خاصة الذين حرصوا على حضور حفل الافتتاح بالاستاد ورسموا صورة فى منتهى الجمال والروعة وكانوا هم الأبطال الحقيقيين فى إنجاح هذا الحدث التاريخى.
ظننت أننى لن أرى أفضل مما رأيته فى بكين ولكن وبكل فخر رأيت وعشت ما هو أفضل بكثير وفاق الخيال والتصور باستاد القاهرة، كل التحية لمن شارك فى هذا المشهد البديع والمبهر والمشرف، هذا الافتتاح بمثابة «عودة الروح» إلى المدرجات الخاوية، والمباريات التى كانت فى غياب الحماس والتشجيع أشبه بالجنازات!
هذا الافتتاح هو عنوان «التنظيم الجيد» الذى يعتبر هو الضلع الأول فى أضلاع مثلث النجاح لهذه البطولة، والضلع الثانى هو «السلوك الحضارى» للجماهير فى المدرجات والمواصلات والشوارع واحترام كل الضيوف، والبداية ناجحة فى حجز التذاكر والالتزام والانضباط فى الدخول والخروج والتشجيع المثالى ومؤازرة كل الفرق التى تؤدى كرة جميلة ممتعة.
والضلع الثالث هو أداء المنتخب الوطنى وقتاله من أجل «الفوز بالبطولة» مهما كانت قوة المنتخبات المنافسة وأبرزها ما ظهر فى مباريات الجولة الأولى منتخبا السنغال المصنف الأول أفريقياً والـ22 عالمياً، والجزائر الذى يلعب بروح عالية جداً ويؤدى بجماعية ووعى تكتيكى على أعلى مستوى، مهما كان الصراع يكتمل نجاح البطولة بالمنافسة على اللقب والفوز بالكأس بإذن الله.
نحتاج من لاعبى المنتخب أن يقدروا قيمة استضافة البطولة وأهمية بذل أقصى الجهد من أجل إسعاد الشعب المصرى الذى يقف معهم ويؤازرهم وسيظل هكذا حتى النهاية مهما كانت صعوبة المشوار، الجماهير أثبتت أنها على مستوى الحدث الكبير ويبقى دور اللاعبين فى تقديم ما يليق باسم مصر وتاريخها وريادتها الدائمة للقارة السمراء.
أخيراً.. يبقى دور اتحاد الكرة والمسئولين فنياً وإدارياً عن المنتخب لتكثيف الجهد للحفاظ على الهدوء والانضباط داخل المعسكر لأن ذلك سيساعد على زيادة التركيز وتحقيق آمال وطموحات الجماهير.