رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

كان مشهد الجماهير وهى تملأ جنبات ستاد القاهرة الدولى فى يوم افتتاح الدورة الثانية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية يملأ القلب بمشاعر الفرح والسعادة التى تولدت نتيجة فرحة هذه الجماهير بحضورها هذا الحدث المهم الذى تابعه العالم بأسره نتيجة الاهتمام والمكانة السامية التى باتت تحتلها كرة القدم فى هذا الزمان. جمهور من مختلف الفئات والأنواع والأعمار يرتدى ألوان العلم المصرى وراح يلوح بالأعلام الصغيرة التى ضمت أعلام مختلف الدول الأفريقية الحاضرة فى هذه الدورة.

وجاء حفل الافتتاح على قدر المناسبة. عشرون دقيقة من الإبهار البصرى الذى يتفق بسرعته الخاطفة مع روح العصر. مهرجان من البهجة والرقص والغناء سادته روح المحبة والأخوة التى تجمع بين أبناء افريقيا. لقد تمنيت كما فعل الكثيرون أن أكون واحدا من الذين أسعدهم الحظ وحضروا فى الاستاد. فكل من شاهد مباريات الكرة فى الاستاد يعرف الفارق الكبير بين المشاهدة الحية وتلك التى تنقل عبر الوسيط اى التليفزيون. فالاستاد ينبض بالحياة ويتحول الفرد إلى جزء من كل ينبض بنبض واحد، ويستنشقون نفحة هواء واحدة، يتأوهون جماعة كلما تعرض فريقهم لهجمة خطيرة، ويصيحون بغتة عندما تضيع فرصة هدف لاحت لفريقهم. وفى غمار هذه الانفعالات المتباينة يضج الجميع بالضحك اثر تعليق ساخر او دعابة يطلقها أحدهم. وعادة ما ينشأ لون من الصداقة بين الجمهور، خاصة بين أولئك الذين يداومون على حضور المباريات بانتظام ويختارون الجلوس فى نفس المقاعد ولا يبدلونها.

وكنت واحدا من الذين يحرصون على حضور المباريات فى الملاعب فى فترة الدراسة الثانوية وبعدها الجامعية. كنا مجموعة أصدقاء وبيننا أهلاوية وآخرون زمالكاوية نحرص على الذهاب الى المباريات سويا وكانت الروح الرياضية سائدة آنذاك. وفى السنوات اللاحقة حدثت تطورات إعلامية أثرت على ذهاب الجماهير الى ملاعب الكرة. كانت البداية بدخول التليفزيون الملون فى عام ١٩٧٥، وهو ما اسهم فى تحسين الصورة التليفزيونية وضم فئات ونوعيات جديدة من الجماهير الى عشاق كرة القدم وبينهم ربات البيوت وكبار السن.

وجاء التطور الأهم مع دخول مصر عصر  الاقمار الصناعية والتقنية الرقمية بإطلاق القمر المصرى «نايل سات». وأصبح المشاهد المصرى ضيفا دائما على ملاعب كرة القدم العربية والافريقية والاوروبية والعالمية. وبعد ان كان المشاهد يتعرف بالكاد على نجومه المحليين أصبح يتابع بانتظام نجوم الكرة العالميين. وقد ساهم فى تحقيق هذه الشعبية الكبيرة لكرة القدم الوفرة التى اتاحتها التقنية الرقمية لموجات الأثير التليفزيونية. فأصبح بالإمكان نقل العديد من المباريات التى تقام فى العديد من الملاعب فى دول مختلفة فى نفس التوقيت.

كما أتاحت هذه التقنية نقل اكثر من تعليق صوتى بلغات مختلفة على نفس المباراة، واستخدام اعداد كبيرة من الكاميرات لنقل الصورة من زوايا مختلفة بحيث يتمكن الجمهور من رؤية كل احداث المباراة دون ان تفوته اى لحظة منها. وتستضيف القنوات الرياضية الآن خبراء الكرة فى كل جوانبها لتحليل وقائع المباريات وشرح طرق اللعب التى يتبعها كل فريق فى مواجهة الفرق المنافسة. وكان شرف السبق فى هذا المضمار للإذاعة المصرية قبل عصر التليفزيون وأقماره الصناعية. كانت البرامج الرياضية بإشراف الإعلامى الرائد فهمى عمر تقوم بهذا الدور من شرح وتحليل وتعليق صوتى، وقدمت فى هذا المجال نجوما مثل المعلق الشهير محمود بدرالدين وبعده المعلق الأشهر محمد لطيف الذى مازالت الجماهير تردد قوله (الكورة اجوان). كانت وستظل الكورة اجوان، وهذا ما تتوقعه وتنتظره الجماهير فى الدورة الحالية.