عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

فى لحظة من لحظات تاريخ العالم وتحديدا فى بداية القرن العشرين كان حوالى 90% من مساحة العالم يخضع للنظام الإستعمارى التقليدى الذى فرضته قوى الشمال على هوى حكام الجنوب لكن الشعوب لم تقبل بهذا الشكل المهين لكرامتها وهويتها فكانت موجات الاستقلال والتحرر الوطنى لكن قوى الشمال كانت أكثر إصرارا على تأكيد ضمان تحكمها فى الثروات الطبيعية لدول الجنوب حتى وإن تطابقت فلسفتها مع هوى شعوب الجنوب الباحثة عن الحرية والكرامة والديموقراطية، هنا تغيرت المصطلحات والمفاهيم لتحدد لقوى الشمال أشكال الهيمنة الجديدة لتصبح العولمة عملية للدمج لا للتنوع وآلية للتحكم فى الإعلام والثقافة والمنتج العلمى والفكرى والفنى، والحق أننا لم نعد أمام مسميات تاريخية بقدر ما أصبحنا أمام عودة حقيقية لعصر الإمبراطوريات لتظهر على الساحة الآن الإمبراطورية الأمريكية التى تبنت مفهوم العولمة لتدخل به مرحلة العسكرة بعد أن فشل النظام الرأسمالى فى فرض شروط الليبرالية من خلال وسائل سلمية تضمن له فرض الشروط الاقتصادية المطلوبة وخير شاهد على ذلك ما نراه من جانب الإمبراطورية الأمريكية تجاه إيران التى تقف حائلا أمام الاستغلال الأمريكى التام لثروات الخليج ليتأكد لنا أن لبرلة الاقتصاد والتجارة التى سعت امريكا اليها لم تنتج ازدهارا اقتصاديا بل أنتجت ركودا اقتصاديا صاحبة فجوة رهيبة فى توزيع الثروة وتفاقم الفقر والتهميش الإجتماعى لتنتج لنا فى النهاية الفوضى الإجتماعية التى تجلت فى 2011 وما بعدها.خلاصة القول إن عسكرة العولمة هى الضامنة لهيمنة الاستعمار الجماعى لاضلاع المثلث صندوق النقد والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية على المنظومة العالمية من خلال طرح خطاب ايدولوجى جديد يزعم أن صراع الحضارات قد أصبح محرك التاريخ حتى يحل محل صراع الطبقات وصراع الإمبرياليات. والحقيقة أن محاولات التغيير فى العالم ليست جديدة ولكن قديمة وكثيرة ولكن المهم هو ضرورة فهم ما يحدث عالميا وتفسيره والبناء عليه مستقبلا لضمان نجاح الشعوب المهمشة للمبادرة إلى تثبيت دورها وتفعيله حتى لا نفاجأ بتحقق رؤية هنتجتون الذى يبشر بقرب نهاية عصر الدولة التى تتفاعل مع غيرها من الحضارات حتى تصل لدرجة الخسوف بعد فقدان الدولة لسلطتها فى الحفاظ على قيم المجتمع وتقاليده وأعرافه. مطلوب الآن وقبل أى وقت مضى الحفاظ على الهوية المصرية الحضارية المتميزة والمتفردة والتى تعمق انتماء المصرى فى مواجهه الآخر ولن يكون هذا إلا بالمواجهة الصارمة لقوى السوق الفارضة لخصخصة التعليم ليتواكب مع احتياجات الشركات متعددة الجنسية والداعمة لتغيير منظومة القيم المصرية التى استجابت بالفعل فنرى الآن ملصقات أعلام دول على السيارات وكذلك أسماء كليات اجنبية بل أسماء محال تجارية وتعدى الأمر لأسلوب الغناء والملبس والسكن ليفرز لنا قيمًا تتعارض مع ثقافة المجتمع المصرى بدأت بالفعل بخلق نماذج استهلاكية مشوهة وأحاسيس بالاغتراب داخل الوطن وتقليص للشعور بالولاء المصرى. لعل ما سبق يكون سببا فى وضع استراتيجية حقيقية لمواجهة قوى الشمال المستعمر الذى يحارب بتقويض الهوية الحضارية لنا عسى أن نشعر القطاع الأكبر من المواطنين بالكبرياء والولاء.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام