رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

اليوم سوف تنتهى فى البحرين أعمال الورشة الاقتصادية، التى دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى يومين فى المنامة، ووصفتها بأنها تمثل الشق الاقتصادى من تسوية يراها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للقضية الفلسطينية!

وهذه التسوية قد اشتهرت منذ طرحها صاحبها فى الإعلام بمسمى غريب هو: صفقة القرن!

والحقيقة، إن الأدق أن نقول إنه أطلقها كفكرة غامضة.. فهو لم يطرحها كمشروع واضح، ولم يشرح بالضبط ماذا يقصد بها، ولم يذكر شيئاً عن اسمها الذى ذاع صيتها من خلاله وهى تحمله، ولا ذكر شيئاً كذلك عن السبب الذى دعاه الى اطلاق هذا المسمى عليها.. لم يذكر أى شيء عن هذا كله.. فكل ما وجدناه بين أيدينا أن اسمها صفقة القرن، وأنها تجسد رؤية ترامب لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وأن الذى يشرف على ترويجها وتسويقها فى المنطقة، هو جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس، ومستشاره الخاص!

وما عدا ذلك.. لا شيء!

ومنذ البداية حظيت الصفقة برفض فلسطينى صريح ومعلن، ولم يشأ الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن يدع أى مناسبة تمر، منذ بدأ حديث الصفقة، إلا وكان يعلن أنها مرفوضة فلسطينياً!

وعندما تحول الحديث قبل رمضان الماضي، من الصفقة عموماً الى شقها الاقتصادى المتمثل فى ورشة البحرين، بدا محمود عباس أشد رفضاً، الى الدرجة التى أعلن معها أن أى فلسطينى يحضر هذه الورشة سوف يكون بمثابة الخائن للقضية!

وكان تقدير أبو مازن أن الجانب الاقتصادى فى حل القضية، إذا كان هو المقصود من وراء عقد ورشة المنامة، فلا حديث فى الاقتصاد قبل الاتفاق على الوضع السياسي، الذى أساسه أن تقوم دولة فلسطينية الى جوار الدولة الإسرائيلية فيما يُعرف بحل الدولتين!

ولا يكاد يختلف عربى واحد مع الرئيس الفلسطينى على ذلك فى العموم، وإن كان هناك رأى فى المقابل يقول إن عباس لو كان قد بعث مندوباً عنه يعلن أمام الورشة نفسها، ومن فوق منصتها، ما تراه الرئاسة الفلسطينية بهذا الشأن، فإن ذلك كان سيبدو أفضل جداً!

كان ذلك أفضل طبعاً، حتى لا يكون الانطباع الذى يترسخ فى الغرب عن الجانب الفلسطيني، أنه لا يملك ما يفعله تجاه كل حل مطروح سوى الرفض.. والرفض فقط!

وقد كنت ولا أزال أرى هذا الرأي.. وكان تقديرى أن رفض الورشة من داخلها، أفضل بكثير من رفضها من خارجها، لأن الطرف الفلسطينى كان سيرفع ورقة الرفض بإحدى يديه، وبالأخرى كان سيعلن أن عنده الحل البديل، وأن هذا البديل هو المبادرة العربية التى أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، وكان ذلك فى القمة العربية التى انعقدت فى بيروت ٢٠٠٢، وكانت المبادرة ولا تزال محل اجماع عربى وفلسطيني، لأنها تتكلم عن مبدأ الأرض مقابل السلام!

ومن شأن هذا الإجماع الحاصل أن يمنحها قوة تظل تحركها وتزودها بالوقود!