رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

لا أحب الكرة، ولكنى أحب وأعشق مصر وترابها ولم أكن أرغب فى رؤية المباراة المقامة على استاد القاهرة الدولى فى افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية الذى تنظمه مصر 2019 ولكنى كنت أود أن أرى وأشاهد مصر وعظمتها وريادتها ومكانتها وذلك الاستعداد الأسطورى للاحتفال ومنظر الجماهير المصرية حاملة أعلام مصر بكل فخر وحب وانتماء للوطن وبحضور رئيس الجمهورية الذى نجح فى أن يعيد لمصر مكانتها وقوتها ووجودها وتميزها، وللأسف الشديد لم يستطع الكثير من المصريين متابعة ذلك الحدث الكبير القومى والذى لم يسمح لمصر وهى المنظمة للبطولة وللكأس والاحتفال لم يسمح لها بث هذا الحدث على قنواتها الرسمية بناء على اتفاقية الفيفا مع قطر وفى هذا تعدٍ سافر على مبدأ حرية تداول المعلومات وأيضاً على الأمن القومى لأن من حق الدولة المنظمة أو أى دولة يجرى على أرضها حدث عالمى أن تنقله وتبثه القناة الرسمية الأولى للدولة وهذا بكل أسف لم يحدث ولم يتم وإنما فوجئ الملايين من المصريين الذين ليس لديهم قنوات أرضية وإيريال، خاصة بعد انتهاء البث الأرضى وتحول البث إلى الفضائى الرقمى من الأنالوج إلى الديجيتال وكذلك ملايين المصريين الذين لا يخرجون إلى المقاهى والكافيهات أو النوادى الكبرى وملايين المصريين الذين ليس لديهم قناة «بين سبورت» القطرية والتى لها حق البث الفضائى وليس بإمكانهم الاشتراك الرسمى فيها.

فوجئ هؤلاء مع العديد من آلاف المصريين بالخارج فى أرجاء المعمورة والعالم أن هذا الحدث القومى الكبير لا يبث ولا يذاع فضائياً على الإعلام المصرى الرسمى المسمى قديماً التليفزيون المصرى والقناة الأولى على غرار الجريدة الرسمية للدولة والتى لو صدرت أى قرارات أو قوانين يجب أن تصدر من خلال تلك الجريدة الرسمية وإلا لا يعتد بها.. ومع هذا فإن المسئولين عن الإعلام قد أنشأوا قناة أرضية فضائية لبث الاحتفال وفعاليات الكأس الأفريقية فى تصرف غريب وعجيب وكان من الأحرى الإصرار على البث من خلال قنوات أرضية موجودة بالفعل وفى ذات الوقت فضائية وكان يكفى أن يعرض الاحتفال على القناة الأولى باعتباره حدثًا قوىيًا ووطنىيًا ومن حق أى بلد عرضه لملايين الجماهير، أما المباريات فتكون على القناة الرياضية المصرية وهى أرضى وفضائى وبهذا نتمسك أكثر بإعلامنا الوطنى الذى هو ملك للشعب المصرى على مدار قرابة ستين عاماً بدلاً من إنشاء قناة جديدة خاصة باسم جديد وصفة جديدة وتحميل المواطن والدولة أعباء الإنشاء والبث والتجهيزات الهندسية والإعلانات المستمرة عن هذه القناة عبر التليفزيون الرسمى والقنوات الخاصة وهذا يشابهه الكم الكبير من الأغنيات التى تم إنتاجها من أجل هذه المناسبة الأفريقية بكلمات ركيكة وألحان بعيدة عن الهوية المصرية تماماً, طغت أغنيات لشركات المحمول وإعلاناتها عن البطولة على تلك الأغنيات التى أنتجتها الدولة وليس لها أى طعم أو لون أو حس فنى حقيقى يعبر عن فخامة وجلال وجمال ومهابة وروعة هذا الحدث الوطنى الذى أعاد لنا مصر الجميلة القوية العفية مصر 30 يونيو وشعبها وجيشها وقائدها بعد سنة سوداء من حكم عصابة إرهابية حاولت تدمير مصر وسحق هويتها ولكن انتصرنا وعبرنا نكستهم وبدأنا عصر مصر الجديدة.. أم الدنيا والعالم رغم أنف الكارهين.. لقد أخذنا الكأس والبطولة حتى إن لم نحرز أهدافاً فى الشبكة.