حكاوى
الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، لا نكون مبالغين إذا أطلقنا عليه لقب «الفيلسوف»، فإضافة إلى علم الرجل الغزير، وكتبه التى تدرس فى الجامعات، نجح مؤخراً فى تبنى فكرة رائدة وغاية فى الأهمية تتمشى مع المشروع الوطنى الجديد للدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيه، الفكرة أكثر من رائعة وتؤكد أهمية الوعى المصرى، وخلق قادة جدد للمستقبل، فماذا اقترح الرجل الفيلسوف؟!..
تحت عنوان شامل وجامع، جاءت الفكرة الرائدة والرائعة «تطوير العقل المصرى»، وهل العقل المصرى يحتاج إلى التطوير والتحديث، والإجابة القاطعة عن هذا التساؤل بألف نعم ونعم ونعم.. فقد ورثت مصر أنظمة كثيرة عفى عليها الزمن، ولم تعد صالحة أبداً، ونحن فى منتصف عام 2019، وهذه الأنظمة شملت كل المناحى والأصعدة المختلفة، ويأتى على رأسها قاطبة النظام التعليمى الفاشل الذى لم يعد مناسباً أبداً فى ظل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد حالياً، وفى ظل بناء مصر الحديثة التى يحلم بها المصريون جميعاً، ولم تسلم الجامعات المصرية من النظام الفاشل؛ لأن الجامعات بلا استثناء تستقبل الطلاب الناجحين فى الثانوية العامة الذين اعتمدوا على الحفظ والتلقين، ومات لديهم الإبداع والابتكار، وكانت النتيجة «خيبة الأمل» التى سادت بين الخريجين.
الدكتور الخشت الأستاذ الجامعى الفيلسوف، بدأ المشروع المهم لتطوير العقل المصرى بهدف فتح مسارات المشاركة والبناء وريادة الأعمال، وتقرر إقامة الفعاليات بمعسكر قادة المستقبل لطلاب جامعة القاهرة خلال الفترة من «22 يونيه» إلى «7 أغسطس» المقبل.
ويضم المعسكر «6» أفواج طلابية، ويستوعب كل فوج «100» طالب وطالبة بغرض تخريج ستمائة قائد لديه القدرة للعمل على تغيير طرق تفكير زملائهم من الطلاب، التى تعتمد على الاتكالية إلى الفكر العلمى والواقعى الذى يأخذ أسباب التفكير العلمية.
كما أن الهدف من هذا المشروع الرائد هو بناء جيل جديد من الشباب، يمتلك عقلاً علمياً، يستلزم تنمية قدرة الطلاب على التفكير النقدى والإبداعى والابتكارى، وهذا ما دفع الدكتور الخشت إلى أن يعمم تدريس مادة التفكير النقدى، خاصة فى الكليات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم، إضافة إلى تدريسها فى الكليات النظرية مثل الآداب، والمعروف أن الكليات العملية كانت تفتقر إلى مادة التفكير النقدى التى تنمى العقل وتجعله قادراً على النقد والإبداع.
الدكتور الخشت الفيلسوف يستحق منا أن نوجه إليه التقدير الخاص على ما يقوم به من مساهمات رائعة ومهمة فى المشروع الوطنى الجديد الذى تنفذه مصر حالياً من أجل بناء مصر الديمقراطية العصرية.