رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

من الذى حول الثانوية العامة إلى كابوس مخيف، وخبز مر يتقيأه أبناؤنا الصغار بعد امتحان أى مادة؟، المعروف أنها اختبار يؤديه الطلاب فى جميع دول العالم ليؤهلهم للالتحاق بمرحلة الجامعة، فما الذى جعله «بعبع» يظهر للطلاب فى وضح النهار منذ التحاقهم بالصف الأول الثانوى حول الوصول إلى البعبع الأكبر فى سنة ثالثة؟!

فى منازل حوالى 650 ألف ممتحن فى الثانوية العامة هذا العام، لا صوت يعلو فوق فعل الأمر المعروف وهو: ذاكر يا ولد.. ذاكرى يا بنت، والولد من غلبه أطلق لحيته وطول شعره معندهوش وقت يذهب للحلاق، والبنت لفت شعرها ضفيرة، وربطته بمنديل كبير.. الجميع صبيانا وبنات فى منازل الثانوية العامة منكفئين على الكتب فى حجرة المذاكرة أو حجرة الرعاية المركزة، أو حجرة التعذيب، مفيش حاجة اسمها نوم، حجرة النوم للمذاكرة فقط، والأكل، والشاى، والقهوة، هى حجرة طوارئ.. ابتعد فى بيتنا ثانوية عامة، وقد تتحول هذه الحجرات إلى حمام إذا اضطر المسكين، ولم لا، وهناك استاذ جامعى منع طالبة اثناء الامتحان من الذهاب إلى الحمام فعملتها على روحها!

مساكين الطلاب هذا العام، حرموا من متعة شهر رمضان، حيث السهر لمتابعة الدراما التليفزيونية، وحرموا من فرحة العيد، وحرموا من أهم هوايات الشباب فى سنهم وهى مشاهدة مباريات بطولة الأمم الإفريقية التى تقام فى مصر حاليًا.

مرة أخرى.. من المسئول عن الضغط النفسى والعصبى الذى يمارس على طالب أو طالبة فى عمر الزهور باسم الثانوية العامة؟، هذا الاكتئاب الذى تسببت فيه الثانوية العامة للعديد من الطلاب، فمنهم من حاول الانتحار، ومنهم من ترك ورقة الاجابة فاضية. اذهب إلى أى مدرسة لحظة خروج الطلاب من الامتحان نشاهد الحسرة والأسى، والبكاء والعويل كتعبير مشترك عن قسوة الامتحانات بين الأمهات والبنات والأبناء.

سألت حكيم قال: إذا كانت الفيزياء جاءت أسهل من التاريخ، فلا تستغرب إذا كان ثمن كيلو الليمون بلغ أضعاف ثمن التفاح.. برضه مفهمتش، قلت: هل هى محاولة لتشجيع الطلاب على الالتحاق بالقسم العلمى، بعد أن مالت النسبة الأكبر للقسم الأدبى؟ ثم سألت الحكيم: هل هو الصراع بين واضعى الأسئلة ومدرسى الدروس الخصوصية فتأتى الأسئلة صعبة لضرب تخمينات المدرسين ويكون الضحية الطلاب؟.

الأمر أمام وزير التربية والتعليم، أولاً ليطمئن طلاب الثانوية العامة بعد تفهم الشكاوى التى طرحوها من معظم الامتحانات، ثانيًا يبحث عن حل للبعبع ومقالبه البايخة التى دوخت الطلاب على طريقة دوخينى يا لمونة!

أما بقاء الوضع على ما هو عليه، فإن البعبع سوف ينتقل من جيل إلى جيل، مما يضاعف من التشوه النفسى للشباب الصغار، يوم حلو ويوم مر فى الثانوية العامة، إجراء صعب تحمله على الطلاب وأسرهم.. الرحمة يا أهل الرحمة.