رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

من الذكريات الفارقة ما قد يسجله التاريخ من أحداث فور وقوعها، ويسوقنا هذا إلى أن نستدعى حرب البروباغندا التى مارستها أمريكا فى موضوع أسلحة الدمار الشامل والأكاذيب التى طرحها «كولن بأول» وزير الخارجية الأمريكية عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وهى الفرية التى اتخذتها ادارة بوش الابن كذريعة لغزو أرض الرافدين فى 20 مارس 2003.

اليوم نمر بنفس السيناريو مع إيران التى اتهمتها أمريكا بارتكاب الهجمات على ناقلتى نفط نروجية ويابانية فى خليج عمان فى الثالث عشر من يونيه الجارى، وهى الاتهامات التى استندت على معطيات مبنية فى الأساس على مزاعم أحد صقور ادارة ترامب ألا وهو «جون بولتون» مستشار الأمن القومى الأمريكى، وسارعت بريطانيا ودعمته خلافا لألمانيا التى تحفظت على الفيديوهات التى سوقها بولتون، وبادر وزير خارجيتها فشكك فى صدقية الفيديوهات التى عرضتها الولايات المتحدة.

ولقد كان يتعين على فرنسا التى تنشط طائراتها وسفنها وراداراتها فى قاعدة عسكرية متمركزة فى أبوظبى أن تقدم تشخيصا لما حدث وتعلن نتائجه أمام الملأ ليتأكد على ضوئها فيما إذا كانت إيران ضالعة فى تلك الهجمات أم أن ما تروجه الولايات المتحدة ليس إلا تخرصات وأكاذيب تنشط فى تدبيجها ضد كل من تريد اصطياده من الدول.

لقد خاب فأل الولايات المتحدة الأمريكية عندما تطلعت إلى الحرب الاقتصادية التى شرعتها ضد إيران لكى تكون سلاحاً باتراً ووسيلة ناجعة تقود إلى انهيار إيران فى غضون ثلاثة أشهر.

وذلك عندما اتخذت إجراءات جرى بمقتضاها منع إيران من تصدير منتجاتها النفطية وحصارها برزمة عقوبات متصاعدة.

ولكن ورغم ذلك صمدت إيران ولم تخضع للضغوط التى مورست عليها ولم تتراجع عن مواقفها.

وهنا كان لابد من ظهور ملامح لنشاط دبلوماسى فى محاولة لرسم خطة معاكسة للورقة الأمريكية. خطة من شأنها منع تصعيد الأزمة فى المنطقة، ومنعاً لتنفيذ إيران لتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز العصب الحيوى الذى يمر عبره أكثر من ثلث صادرات النفط الدولى.

وبالتالى كان يتعين الركون إلى استراتيجية تهدف فى الأساس إلى تفادى النزاع، استراتيجية قد تتبناها روسيا والصين الداعمتين لإيران بحيث يصبح تحركهما فى الساحة بمثابة عنصر لدبلوماسية بديلة قادرة على التعامل مع الأزمة ووأدها.

ويظل التحرك الدولى ركيزة لتشكيل البديل لأى مغامرة عسكرية تتورط فيها إدارة ترامب، ويفتح بالتالى الباب أمام مقاربة أخرى قابلة للتحقيق والتى قد ينجم عنها فى النهاية تطوير العلاقات بين إيران والمجتمع الدولى ليتمخض عنه إعادة الثقة فى العلاقة مع الطرف الإيرانى لتنتقل بموجبه من موقع الطرف الذى يجرى التعامل معه إلى مرتبة الشريك.

أما إذا أنصفت الولايات المتحدة فعليها رفع حزمة العقوبات الضارية التى فرضتها على إيران والتى استنكرها المجتمع الدولى وندد بها. بيد أننا نتساءل: هل يمكن أن تنقلب الأمور رأساً على عقب اثر إسقاط إيران طائرة تجسس أمريكية فجر الخميس الماضى لتكون الشرارة لتصعيد التوتر إلى حد ينجر فيه ترامب إلى حرب مع إيران؟ نأمل ألا يتم ذلك.