عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

بعد أقل من أسبوعين، تحل الذكرى السادسة لإعلان خارطة المستقبل، التى استجاب فيها الجيش آنذاك بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لمطالب ملايين المصريين ممن وقعوا على وثيقة تمرد لسحب الثقة من محمد مرسى، وملأوا الميادين فى ثورة الثلاثين من يونيه للمطالبة برحيل دولة جماعة الإخوان، بعد الكوارث التى جلبها عام من الفشل الكامل لحكمها، وانطوت تلك الخارطة على عزل «محمد مرسى»، ووقف العمل بالدستور، وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب رئيس الجمهورية، بإعلان دستورى مؤقت يصدره بعد توليه، ويشكل بناء عليه حكومة من الكفاءات الوطنية، تجرى تعديلات دستورية، يتم على ضوئها تحديد مواعيد اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية الجديدة.

ولذاكرة جماعة الإخوان المثقوبة، والحافلة بتزوير فاضح للتاريخ، وبمظلوميات ملفقة وكاذبة، ولحلفائهم من القوى الثورية الفوضوية، أعيد التذكير بأن وثيقة تمرد ظهرت بعد أن كان محمد مرسى يقبل من قيادة الجيش الحلول التى تقترحها للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية المتفاقمة، ثم يرفض علنا، ما سبق الموافقة عليه فى مشاورات سرية، وفى هذا السياق رفض كل الدعوات التى وجهت إليه لإجراء حوار وطنى يعدل من سياسة التمكين التى أخذت جماعته فى تنفيذها بالهيمنة على كل مفاصل الدولة والحكم، وإقصاء كل من ليس فى الجماعة، وغض النظر عن أن نصف الناخبين لم يمنحوه أصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وفصل دستوراً على مقاس جماعته، يمنحه سلطات مطلقة، كما رفضت الجماعة المطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو الذهاب إلى استفتاء على نفس ذلك المطلب.

واستباقاً لدعوة تمرد لمليونيات فى الميادين والساحات فى الثلاثين من يونيه لمطالبة الجيش بالتدخل لعزل مرسى وجماعته من سدة الحكم، واستجابة ملايين المصريين لتلك الدعوة، احتل أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها من عاصرى الليمون والمؤلفة قلوبهم، ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وعطلوا الحياة تماما فى القاهرة، ومن قلب الميدانين انطلقت دعوات قادة الجماعة تحرض على القتل وتمارسه فى الميدانين اللذين باتا مكدسين بالأسلحة، وعلى حرق الكنائس وتفجير أٌقسام الشرطة وقتل الضباط والجنود والتمثيل بجثثهم وتدمير مديريات الأمن ومولدات الكهرباء والمنشآت العامة، وإشعال حرب إرهاب ضارية فى سيناء، ووصفوا ثورة الثلاثين من يونيه بأنها انقلاب عسكرى، قاده المعادون للإسلام، وأن ملايين المصريين الذين خرجوا للتظاهر ضد دولة المرشد، لم تكن سوى ألاعيب فوتو شوب من مخرج هاو، واستنجدوا بالقوى الخارجية، لإعادة ممثلهم إلى السلطة بالقوة وضد رغبة الشعب المصرى!

وإنعاشاً للذاكرة المثقوبة لجماعة الإخوان وأنصارها، ففى الثالث من يوليو عام 2013 دعا وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى ممثلين للأحزاب والقوى السياسية والأزهر والكنيسة ومحمد البرادعى، لحضور مراسم إعلان خارطة المستقبل، وكان من بين من دعوا، ممثل عن حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للجماعة، ووعد سعد الكتاتنى رئيس الحزب بالحضور، لكنه كالعادة لم يحضر، ليجدد التأكيد أن جماعة الإخوان لا عهد ولا وعد ولا أمان لها. وأنها رفضت أن تكون طرفاً فى الحكم، واختارت الذهاب إلى الإرهاب وهدم البلاد على رؤوس العباد، للعودة إليه طرفاً وحيداً لا شريك لها!

محمد مرسى كان حديث عهد بالجماعة، ولم يكن من قادتها البارزين، ولم يكن مرشحا أصلا من قبلها للرئاسة، ولكن لأنه شخصية غير حاسمة ويسهل قيادها، فضلا عن منهج الجماعة الثابت فى توظيف البشر فى مهمات مؤقتة حتى لو لم يصلحوا لها، زجت به لانتخابات الرئاسة، بعدما اعترضت اللجنة العليا للانتخابات على ترشيح خيرت الشاطر، لإدانته فى جناية عسكرية لم يرد إليه اعتباره فيها، فوضعته فى غير موضعه، وعرضته لضغوط من داخلها وخارجها، وأمرضته حتى الموت، ليغدو ضحيتها هى، ولا أحد سواها.