رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مذكرات ابن الولد الشقى يكتبها:

كتبت مذ حوالى أسبوعين مقالا تناولت فيه قضية محددة بل عادة فرعونية قديمة متأصلة عندنا.. فإذا ترك الفرعون أثراً جاء من بعده خليفته لينسب هذا الأثر لنفسه.. أما الأثر الذى تكلمت عنه فهو مبنى الأكاديمية المصرية فى روما والتى جددت بالكامل وشهدت تطوراً رهيباً فى عصر الوزير فاروق الحسنى ومع شديد الأسف وبعد ثورة 25 يناير قام أحدهم بإزالة اللوحة التذكارية التى حملت اسم الرئيس الأسبق حسنى مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى بيرلسكونى والوزير فاروق حسنى وقد حدث رد فعل طيب من قبل معالى وزير الثقافة العزيزة الغالية إيناس عبدالدايم التى وعدت بأن الأمور سوف تعود الى طبيعتها وأن الحق لابد وأن ينسب الى أصحابه، أما الوزير الفنان والانسان الودود القنوع فاروق حسنى فقد قال لى انه لا يهتم على الاطلاق بكون اللوحة التذكارية موجودة أم لا وانه يكفيه الجهد الذى بذله فى هذا المكان ليبدو على الحال الذى بلغه وسط احد أرقى أحياء روما وسبق أن سرد لى السيد فاروق حسنى التاريخ الخاص بهذا المكان منذ أن كان فكرة حتى تحول الى حقيقة وبالمناسبة هذه الحقائق والتواريخ و الوقائع يستطيع أى مخلوق أن يصل اليها من خلال الانترنت فهى فى متناول الجميع ولكن وعندما أذهب  مثلاً الى زاهى  حواس أحد أعظم من تخصص فى آثار مصر وأحاوره بشأن الترميم الذى جرى فى هرم سقارة فاننى لست مطالباً بأن أعود الى تاريخ  انشاء هذا البناء الهندسى العجيب ولا عدد الذين عملوا فيه ولا فى أى عهد من ملوك الأسر أنشيء هذا الهرم ولكننى إذا تناولت مسألة الزعيم فإننى سوف أركز على واقعة محددة وما يخصها وحدها ولذلك أحزننى كثيراً أن يقوم فنان كبير فى حجم الأستاذ جابر البلتاجى بتناول مقالى بشكل أظهر أننى كاتب مقصر وان السيد فاروق حسنى قصد عن عمد إخفاء حقائق وكأنما هذه الحقائق إذا لم يذكرها فاروق حسنى فإن أحداً فى بر مصر لن يستطيع الوصول اليها.. ويا عمنا الكبير جابر باشا البلتاجى أنتم تعلمون أن هذه المعلومات أصبحت متوفرة ومن خلال المحمول تستطيع التعرف على ما كان من عقدين من عمر الزمن فى حاجة إلى الذهاب الى دار المحفوظات والاطلاع على نشرات الكتب والمجلدات والوثائق.. ولكن اليوم اصبح الأمر متاحاً وغير خافٍ على أحد وبالطبع ليست مهمة الكاتب أن يعود الى التاريخ كلما أراد تناول أية قضية حتى وان كانت تخص مبنى تاريخياً أو ثقافيًا أو فنيًا أو موسيقيًا أو متحفيًا فقد قصدت فقط أن أعيد حقاً الى أصحابه.. فها هوالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والذى يشهد التاريخ الذى يعشق العودة اليه أننى لم أهادنه ولم أجامله عندما فاحت قضية زكمت أنوفنا جميعاً وهى قضية التوريث.. ولكن هذه نقرة وتلك أخرى.. أنا هنا أبحث عن حقيقة شهدنا فصولها كاملة لم نسمع بها من الأولين فقد عاصرناها وكنا شهداء عليها وواجب علينا جميعاً أن ندافع عن أبطالها.. وان يكون موقفنا تجاه ما جرى موقفًا لا يسيء الينا والى زماننا على الاطلاق.. ولله الحمد فان الأمور سوف  تعود الى صحيحها كما وعدت الصديقة الفاضلة الطيبة ايناس عبدالدايم ويا عمنا الفنان الكبير جابر البلتاجى.. المقال لم يكن الهدف منه القاء نبذة تاريخية من الأكاديمية ولم نقصد على الاطلاق يا  معالى الوزير والفنان فاروق حسنى أن الالتفاف على الحقائق أو تناسى وقائع أو تجاهل أصحاب حق أو جهد فى ظهور هذا الصرح الى النور.. كل ما أردته ياسيدى الفاضل والفنان الرائع.. أن أعيد حقاً الى أصحابه وهم فى موقع بعيد من النفوذ والجاه والسلطان وكما تعلم يا سيدى عندما تبتعد عنك الاضواء فإن أحداً لا يستمع اليك وان فعل فهو يسمع و لكن بأذن من طين وأخرى من عجين ودعنى أصارحك بأن لا حسنى مبارك سعى ولن يفعل وان فاروق حسنى ينطبق عليه نفس الشىء.. ولكن هناك رجلاً جميلاً ومصرياً أصيلاً هو الولد الشقى السعدنى الكبير طيب الله ثراه.. علمنى أن أسعى الى مناصرة البسطاء والضعفاء وهؤلاء الذين خاصمتهم الأضواء وابتعدت عنهم أسباب الجاه والسلطان.. فإذا ما ضاعت حقوق هؤلاء.. كنت فى أول الصفوف المطالبة باستعادتها.. مش كده.. ولا إيه!!

بمناسبة الكلام عن أكاديمية روما.. فإننى أتمنى من المسئولين فى بر مصر عن أمور أكاديمية الفنون بالهرم ان يتكرموا ويتنازلوا ويضعوا مصلحة هذا الصرح الشامخ ومفرخة الفن وأهله نصب أعينهم فقد استطاع  هذا الفنان المقاتل أشرف زكى أن يترك بصماته عليه تماماً كما فعل من قبل فى كل مكان تولى المسئولية فيه... وقد تابعت بعين متفحص الأمور وكأنها ميكروسكوب سلوك أشرف زكى على وجه الخصوص الى نقابة الفنانين وتأكدت انى أمام انسان لا يسمح لنفسه بالفشل فى أى منصب يتولاه فهو فوق فكره المستنير فى الإدارة يملك طاقة لا تنضب وجميع العاملين فى الوسط الفنى يعلمون تماماً قدرات أشرف زكى الاستثنائية فى التنظيم والإدارة والقدرة الفائقة على المتابعة والمقدرة على العطاء وليس من خلال مساعدتى أو توظيفى ولكن بنفسه حيث تحول أشرف الى نقيب نقابى ميدانى حيث يتابع أمور جميع الفنانين فى مواقع عملهم أو فى تلك الأمكنة التى يبحثون فيها عن خدمات كالوزارات والمستشفيات والهيئات.. ويقولون إن صاحب بالين كداب ولكننى أذكر أن أشرف زكى له أكثر من بالين فسوف تجده عميداً للأكاديمية وممثلاً ونقيباً للفنانين ورئيساً سابقاً لجهاز السينما وفوق ذلك فهو حاصل على درجة الدكتوراه فى الإخراج المسرحى مع مرتبة الشرف الأولى ولا يخفى على أحد أنه كان أحد افضل الذين شغلوا منصب رئيس البيت الفنى.. والحق أقول أننى لم أسمع من أحد من أصدقائى من أهل الفن وهم من أجيال مختلفة سوى الاتفاق على شخص هذا الرجل الذى نجح فى كل موقع وحصل على ثقة زملائه وحبهم وأنا لا أستطيع أن أتذكر حادثة وحيدة أو فريدة لأشرف زكى تشينه.. حتى الانتخابات التى تقدم لها فاز فيها جميعاً وبأغلبية ساحقة ومن هنا أتمنى من الله أن يصبح أشرف زكى على رأس هذه الأكاديمية التى يخرج منها هؤلاء المبدعون حملة مشاعل الفن والنور والضياء فى أنحاء عالمنا العربى بأكمله.

●●●

اقتربت من عزت أبوعوف كثيراً من خلال الصديق الجميل  والفنان العظيم أبوالمسرح المصرى سمير خفاجى.. وكان سمير يحب عزت أبوعوف لأن فيه الكثير من شخصية سمير.. فهو انسان شديد الأدب لا يهوى الصدام حتى وان اختلف معك فانه يختلف بحسابات دقيقة لا تسمح للأمور ان تتطور الى خصام أو زعيق وصريخ.. الحق أقول اننى حضرت وخصوصاً فى مسرحية بودى جارد ظروفاً شديدة الصعوبة ومشكلات بدت بلا حل.. بل ان حلها الأوحد هو ان يغادر عزت أبوعوف المسرح ولكن هذا الانسان الطيب المتواضع الراضى القنوع الذى ينزل عند رأى وحكم الاحباب والأصدقاء كان يركن الى الحلول الوسطية شأن الشخصية التى تسكن حياته.. فهو انسان لا يعرف التطرف فى أى أمر من الأمور وربما علمه عشقه للموسيقى ان يكون شخصاً حالماً يعيش عالماً مخملياً يغرد فيه منفرداً متميزاً مختلفاً عن الآخرين وهو يعرف تمام المعرفة أن داخل كل انسان يقابله فى رحلة الحياة نغمات تختلف عن غيره وكان عليه ان يعزف على أوتارهم جميعاً بحيث يصنع سيمفونية فى الأداء يكون هو حتى وان لم يظهر فى الصورة.. القائد والمايسترو الحقيقى.. ذات مرة اسندوا له رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وجاءته دعوة لحضور أحد أفخم مهرجانات السينما فى العالم.. مهرجان دبى السينمائى الدولى وكان أيامها مرتبطاً بمسرحية «بودى جارد» حيث لا يمكن مفاتحة نجم المسرحية عادل امام بالأمر.. واكتشف خفاجى وأنا.. أن عزت أبوعوف يعيش مأساة حقيقية بين ارتباطه المسرحى الذى لا يمكن الفكاك منه على الاطلاق.. وبين تلبية الدعوة لمهرجان دبى باعتباره رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. يومها هبطت على رأسي على غير المعتاد فكرة طرحتها امام عزت أبوعوف وسمير خفاجى وسعيد عبدالغنى.. فإذا به يقبل رأسي وهو يقول يسلم فمك كنت فين من بدرى ونفذ عزت ابوعوف الفكرة فلم يغضب عادل امام لانه لم يترك ولم يعطل العرض المسرحى.. وفى نفس الوقت سافر الى دبى وحضر المهرجان فى أيام اجازة وعطلة المسرح.. ثم عاد فى نفس يوم العرض التالى.. ولم يعلم أحد بغيبته،  ولعل من الاسباب التى أدت بالفعل الى اغلاق مسرح بودى جارد.. وعكة صحية أصابت الفنان الكبير عزت أبوعوف.. يومها اتهمه البعض بانه يتمارض للهروب من العرض المسرحى الذى حرمه من المشاركة فى الاعمال السينمائية التى صال فيها وجال ولكن تبين مدى مرض خيال هذا البعض بعد ذلك فقد كان الفنان الكبير يعانى بالفعل من أزمة صحية.. لم يستطع بعدها ان يقف على خشبة المسرح واذا كانت بودى جارد قد مر على توقفها سنوات طويلة.. فإن عزت أبوعوف شارك بعدها فى عدة أعمال وكان آخر مشاركة له فى اعلان عمرو دياب والذى بدا فيه منهكا الى حد كبير..  ولكن عزت أبوعوف الذى تحامل على نفسه وحارب من أجل أجمل معزوفاته وهى حياته نفسها، أتمنى أن يمنحه الله القدرة والعافية لكى يواصل المقاومة لكى يعود الينا هذا الرجل الذى استخدمته المواهب محلاً للسكن الآمن والمستقر..

شفاك الله وعفاك أيها الصديق الطيب المتواضع الودود المحب للحياة.