رؤى
سعد تجاوز منتصف الثلاثينيات من عمره، كان يعمل فى طائفة المعمار قبل أن يستقر فى وظيفة بواب، حكى لى أنه أصبح بوابا بالمصادفة، كان يكسر حائطا فى إحدي الشقق، عرض عليه صاحب العمارة أن يعمل حارسا، مقابل 20 جنيها من كل شقة، العمارة تتكون من عشرة طوابق، وفى كل طابق أربع شقق، وأغراه صاحب العمارة بحجرة كبيرة بمنافعها فى مدخل العمارة، وما سيجمعه من السكان مقابل المشاوير التى سيقوم بها لهم، وأيضا بالمقابل المادى الذى سيجمعه من تنظيف السيارات، 40 جنيها عن السيارة، بحسبة بسيطة وافق سعد، وسافر إلى البلد وأحضر مراته وابنته.
ــ أنت لسه قاعد على الفيس
ــ بكلم مع أصحابى فى البلد
ــ ولقيت إيه؟
ــ أعتقد يا باشا
ــ تعتقد؟؟
ــ آه .. هى جات على، ما كلهم بيقولوا كده فى الفضائيات
منذ عدة أشهر دق سعد جرس الباب، خرجت له، يحمل محمول جلاكسى، ويضع سماعة فى أذنه ويتحدث، أشار لى بالانتظار حتى ينتهى من المكالمة، كان يأخذ الطرقة بين الشقق ذهابا وإيابا، بعد أن أنهى المكالمة:
ــ لا مؤاخذة يا باشا
ــ هو أنت خليت فيها باشا، عايز إيه
ــ علمنى أدخل على الفيس بوك
ــ ما قلتش لحسام (ابنى) ليه
ــ الأستاذ حسام مشغول بالمذاكرة
سعد حكى لى أنه من قرية صغيرة وفقيرة بمحافظة سوهاج ليس بها مدارس ولا مرافق، ولا طريق ممهد يصل بك إلى المركز، وجميع سكان القرية تحت خط الفقر، وأن أغلب الشباب لم يتعلموا، ومن تعلم منهم وحصل على شهادة متوسطة، لا يجيد القراءة ولا الكتابة، والقرية يجلس فيها النساء وكبار السن، الصبيان والشباب تركوا القرية إلى القاهرة والإسكندرية بحثا عن الرزق.
ــ يا باشا، اعملي أدد، أنا اللى صورتى قاعد دى
ــ مبسوط على الفيس.. دا النسوان هنا ايه يا باشا فرز أول
ــ دى مش صورهم يا زفت، أغلبهم شبه مراتك كده
ــ يا ليلة سودة، والصور دى؟
ــ ده صور جر رجل، روح بقى ونام بدرى علشان تصحى تشوف طلبات السكان
ــ والله يا باشا اللي مصبرنى على العمارة دى حضرتك وشقة 15..».
ــ 15 دى فاضية مافيهاش سكان
ــ علشان كده مريحانى