رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قبل سنوات طرحنا هنا سؤالا عن حكم المقتول والمنتحر من شباب الجماعات المتطرفة؟، حكم من يعتقد أنه يقدم حياته فى سبيل نصرة دين الله؟، حكم من يؤمن بالله ورسوله ويقتل المسلم وغير المسلم بعد تكفيرة؟

السؤال طرحناه فى بدايات العمليات الإرهابية، وكررناه بعد نشر وصية الإرهابى إسلام يكن فى سورية، والتى قال فيها :« أسأل الله العظيم ألا أكون ممن قال فيهم:« وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا ــــــ الفرقان 23»، أو ممن قال فيهم: « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ـــ الكهف 104 »وأن يجعل أعمالي كلها صالحة ولوجهه الكريم خالصة ويتقبلها بقبول حسن».

وقلنا يومها إن هؤلاء الشباب المغرر بهم يعتقدون أنهم يجاهدون فى سبيل الله، وأن من يموت منهم يعد شهيدا، واسلام ومن على شاكلته ممن يقتلون أولادنا فى الشرطة والجيش والمدنيين، يعتقدون أن هؤلاء كفرة وطواغيت ومرتدون، وأنهم أداة للحاكم الكافر الظالم لقمع المسلمين وعدم تطبيق شريعة الله المنزلة من السماء، فيخطط ويتسلح ويتربص لبعض المجندين أو الضباط أو المدنيين ويفتح عليهم النار بكل سعادة وإعزاز وشعور بالنصر ولا يتركهم سوى جثث هامدة، والغريب أنه لا يكتفى بهذا بل يقوم بكل فخر وسعادة بصياغة بيان وإعلان مسئوليته عن قتل الجنود أو الضباط أو المدنيين أو تدمير المنشآت أو غيرها من التخريب والدمار، قبل أن يغادر هذا الشاب الإرهابى منزله أو ملجأه يؤدى الفريضة ويصلى السنة، ويقرأ القرآن الكريم، ويدعو الله عز وجل أن يعينه فى جهاده وأن له النصر أو الشهادة.

اسلام يكن والمئات من أمثاله المغرر بهم اعتقدوا أنهم ينصرون دين الله، ويجاهدون لتطبيق حكمه وشرعه عز وجل، هؤلاء الشباب لا يمكن تكفيرهم، لأنهم ببساطة يؤمنون بالله ولا يشركون به، ولا يمكن لأحد أن يكفرهم، لكن لنا أن نسأل: ما هو حكم الشرع من تكفيره للغير وإباحة دمائه؟، وماذا لو قتل أو انتحر؟، هل يعد شهيدا؟، هل سيكون من الأحياء عند ربهم يرزقون؟، ما هو الحكم الشرعي عند موت إسلام وغير إسلام؟، هل سيعامل معاملة القاتل المتعمد للمؤمن البرئ؟، هل سيكون عقابه الخلود فى النار؟، هل الله سيعفيه من الدماء والتخريب لصدق نواياه الطيبة؟، هل سيكون عقابه مخففًا لأنهم غرروا به؟، هل ستطبق عليه عقوبة المفسد فى الأرض؟.

الأزهر أجاب عن السؤال الجوهرى وهو صفة الشهادة، هؤلاء مخربون يقتلون الأبرياء، والشهيد هو من يدافع عن وطنه وعن مواطنيه ومؤسساته وليس من يهدد وطنه ويزرع الفتنة ويهدم المنشآت والمؤسسات.

أما الأسئلة الخاصة بمعاملة الله لهم، وحكمه فيما اعتقدوه وأقدموا عليه، فهذا لا يمكن للإنسان الاجتهاد فيه، لأنه يعود إلى الله وحده، هو سبحانه صاحب القرار وهو عز وجل الذى سيحدد مصير كل منا.

[email protected]