رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

إعلان من كلمتين ولكن جسد معانى كثيرة، جسد معنى القدوة التى يفتقدها شبابنا اليوم، فقد اتخذ الكثير من الشباب محمد صلاح قدوة لهم، قدوة جعلتهم يعتبرونه مثلهم الأعلى ليس فقط لأنه أشهر لاعب الآن بل لأنه نموذج لشاب كافح حتى حصد ما زرعه وكافح من أجله وأيضًا نموذج للأخلاق الحسنة التى هى ما تميز إنساناً عن آخر، فالشخص يصبح قائداً بأفعاله وشخصيته وسيرته الحسنة، ونحتاج اليوم إلى قادة بحق وليس كلاماً أو شعارات.

القدوة لها صفات عديدة وأهمها امتلاكه العديد من المواهب والصفات التى تؤهله إلى أن يصبح بحق قدوة، مواهب لا ترتبط بشهادات ولا بتعليم ولا بغيره بل مواهب يستطيع من خلالها إقناع الجميع بأفكاره، مواهب تجعله يبعث الأمل والتفاؤل فى روح الشباب والشعب كله، ولا نذهب لبعيد نلاحظ اليوم سيطرة اليأس على البعض، وافتقاد البعض القدوة الحسنة، وشعور البعض بالضياع، وكل ذلك ناتج عن افتقاد القدوة الحسنة، والقدوة لا تشترط سناً معينة، فمن الممكن شباب أو كبار السن، فالشرط هو المواهب والقدرات التى يتحلى بها، ولا يشترط درجة علمية معينة أو وظيفة معينة بل يشترط مصداقية عند البعض، وسوف أعطى نماذج عديدة لذلك، فقد كان الدكتور ابراهيم الفقى يبعث الطاقة الإيجابية عند البعض ويجعلهم يشعرون بالأمل والحب، وأيضًا الشيخ الشعراوى رحمه الله الذى علمنا أصول الدين وفهم وتفسير كلام الله بطريقة تصل إلى القلب قبل العقل وجعلت الجميع يشعر بجمال الدين الإسلامى الذى يدعو للمحبة والحب والسعادة، فقال الله تعالى:«إنا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِى إلى الرُّشْدِ»، فأنزل الله القرآن شفاء للناس وشفاء للقلوب وشفاء للأمراض، فقد حان الوقت لوجود قادة وعلماء فى الدين كأمثال العالم الشيخ الشعراوى، وأيضًا العالم الدكتور مصطفى محمود الذى طالما تحدث شعرنا بأنه أدخلنا لعالم ثان، وكأنه لمس أرواحنا وارتقى بأنفسنا شيئًا فشيئًا، وهناك نماذج عديدة من جميع المجالات والعلوم، فقد حان الوقت أن تحصر الدولة هؤلاء القادة لإعادة بناء المجتمع من جديد، وتأهيله فكريًا وأخلاقيًا وعلميًا ونفسيًا ودينيًا، يحتاج أطفالنا وشبابنا لمن يأخذ بيده وينشله من الضياع الذى يشعر به، يحتاج لفهم الدين ولكن بطريقة صحيحة، الدين الذى يدعو للتسامح ونبذ العنف والكراهية، الدين الذى يتسبب عدم فهمه فى ضياع أمة بأكملها وليس فرد بعينه، بحاجة لفهم كلام الله ورسائله للبشرية بأكملها، ولسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان كيف كان يتعامل مع البشر لا فرق بين مسلم ومسيحى، حتى الكفار كان يتعامل معهم باللين، أى بالطريقة التى جعلتهم ينطقون الشهادة من تعامله اللين معهم ووجدوا فيه معنى الاسلام، إظهار سيىرة الانبياء والرسل وكيف كانوا يتعاملون مع الناس وإظهار كيف صبروا على البلاء، فالقدوة لا تشترط تخصص، فالمواهب الربانية لا ترتبط بتخصص، ولكن هى قدرات منحها ووضعها الله لبعض عباده ويا حبذا لو هذا الشخص أيضًا متخصص فى مجال ما.

ولكن من المهم إظهار الأشخاص القادة وحصرهم والاستفادة منهم فى إصلاح الأمة عن طريق ما يمتلكونه من مواهب كالقدرة على الإقناع، كالطاقة الإيجابية، أيضًا ما يسمى بالتنمية البشرية، والايمان الداخلى المتمثل فى الايمان بقضاء الله وقدره، فهذا بحق ما نحتاجه فى ذلك الوقت (القدوة)، فتأهيل القادة ليس للمناصب فقط بل ليصبحوا قادة للشعب بأكمله بجميع طوائفه أطفالاً وشباباً ورجالاً ونساء وشيوخاً، وفى النهاية أشكر وزارة التضامن على هذا الإعلان القصير ولكنه أعطى معانى كثيرة.

e-mail: [email protected] com