رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

تحفل سنوات الغربة سواء فى الدول العربية أو الأجنبية بالنسبة للمصريين بالعديد من القصص والحكايات المليئة بالعبر والدروس أحياناً، وبالفخر والاعتزاز أحياناً أخرى، وان كان القاسم المشترك بينهما جميعاً أن سنوات الغربة لم تكن سهلة أبداً بل كانت سنوات من العذاب الذى يصل الى مرحلة الشجن والدموع والأحزان، ومن المهم أخذ العبر والدروس منها حتى لا تتكرر قصص اخفاقات البعض لدى آخرين فيما بعد.

من أشهر قصص المصريين التى توقفت أمامها طويلاً قصة «م. ك» وقد كان زميلا مرحلة الدراسة الثانوية القسم الأدبى فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، ونظراً لمجموعه المتواضع فى شهادة الثانوية العامة التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية، وفور تخرجه سعى للسفر الى السعودية ليعمل مدرساً هناك، فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، وقد سعى الي سفر زملاء ومعارف آخرين له ليعملوا هناك، الظريف فى الأمر أن صاحبنا تقمص الشخصية السعودية ونسى هويته المصرية تدريخياً حتى كادت تتلاشى تماماً، وشيئاً فشيئاً بدأ نزوله يقل تدريجياً الى مصر، فأصبح يزورها كل عدة سنوات بدلاً من مرة كل عام والأكثر غرابة انه رغم تحسن مستواه المادى اصبح يحلم بأن يدفن فى السعودية أى ان مصر كانت مرحلة ميلاد وانطلاق له لا أكثر واصبحت السعودية هى المستقر والحلم والمثوى، ويبقى السؤال كيف تغيرت هوية «م. ك»؟ هل اصبحت مصر وطناً طارداً لابنائه؟ وبخلاف تلك القضية المخزية هناك قصة المحامى المصرى الشهير فى سلطنة عمان الذى حقق نجاحات، لا بأس بها وعندما التحق أولاده بالجامعة عادت معهم أمهم وبقى وحده فى مسقط عاصمة سلطنة عمان، ورغم بلوغه سن المعاش رفض العودة الى مصر ليعيش بصحبة أسرته، وفضل الغربة على الوطن، حتى أصيب بمرض عضال ورفض اولاده توسلاته للعودة الى مصر مجدداً، حتى لقى ربه ومات فى صمت مؤخراً بعد ان اكتشف جيرانه غيابه عدة أيام، لتأتى زوجته وأولاده الى سلطنة عمان ويقومون بنقل الجثمان الى القاهرة فى رحلة  جنائزية جزئية، ليسدلوا على قصة حزينة لمصرى فضل الموت فى الغربة على العودة الى الوطن ليقضي آخر سنوات العمر، بصحبة أولاده الذين عاش ومات من أجلهم.