رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

ارتفاع أسعار الليمون فى الأسواق خلال أيام مضت، أطلق كلامًا كثيرًا عن أسباب صعود وانخفاض أسعار السلع عمومًا، ولم يكن بين الكلام الكثير الذى قيل، شيء عن الوسطاء فى هذه القضية كلها، وكيف أنهم الحلقة الأهم فى الموضوع!

فالمنتج الذى ينتج السلعة، خصوصًا إذا كانت سلعة جرى إنتاجها محليًا، ليس هو الحلقة الأقوى.. ولا حتى المستهلك الذى يدفع ثمن السلعة من جيبه فى النهاية!

فتش من فضلك عن الوسيط.. بل الوسطاء.. الذين يتلقون السلعة من عند منتجيها، واحدًا وراء الآخر، ولا يكون لكل واحد منهم هدف سوى تعظيم نسبة الربح التى سيحصل عليها خالصة، وليس مهمًا بعد ذلك أن تصل السلعة إلى مستهلكها وقد جرى ضرب سعرها الأصلى لدى منتجها فى ثلاثة، وربما فى أربعة أو خمسة!

والدول التى انتبهت إلى ذلك فى العالم، لم تقف لتتفرج على المستهلك، وهو يتحول إلى فريسة فى يد الوسيط، ولكنها تدخلت من خلال حل بسيط وعملى للغاية!

وكان الحل هو إنشاء أسواق اليوم الواحد، ثم التوسع فيها، فهذه الأسواق هى الحل، ولا حل غيرها، لأنها تلغى حلقة الوسطاء، وتضع المنتج مع المستهلك فى مكان واحد، فتباع السلعة بسعرها الحقيقى مع هامش ربح معقول للمنتج!

وهذه الأسواق فكرة معروفة فى العالم، والدول التى أخذت بها ثبت لها بالدليل العملى أنها فكرة ناجحة جدًا، وأنها تقضى على الاستغلال ولا تجعل له مكانًا بين الطرفين: المستهلك والمنتج!

والفكرة أن يقام السوق ليوم واحد، وفى مكان ثابت، وعلى مستوى كل حى من أحياء المدينة، فإذا انقضى النهار يكون المستهلك قد حصل على حاجته من السلع، ويكون المنتج قد باع سلعته بسعر مناسب لا شبهة للاستغلال فيه، ليعود السوق إلى الانعقاد من جديد فى الأسبوع التالى!

وفى كل الأيام يمتنع الوسطاء ولا يكون لهم مكان!

وقد عرف الريف المصرى هذه الفكرة منذ وقت مبكر، وكانت أسواق اليوم الواحد تنعقد فيه ولا تزال، وكان أبناؤه قادرين على الحصول على ما يحتاجون من السلع بأسعار، هى تقريبًا نصف وربما ربع الأسعار التى تباع بها السلع نفسها فى المدن!

والحكومة ليست فى حاجة إلى شيء فى هذا الملف، إلا إلى التفكير بعقلية بسطاء الريف فى المحافظات، وبعدها لا قبلها، سوف تنضبط أسعار السلع وسوف لا يجد الوسطاء موقع قدم فى ملعب واسع يتحركون فيه دون قيد ودون رادع!

لا تتركوا المستهلك فريسة فى أيدى الوسطاء!