عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 لم أكتشف مدى شقائى لكونى إفريقياً إلا بعد أن قرأت هذا الإعلان  منذ عشر سنوات فى جريدة الإعلانات الأشهر فى مصر: «مطلوب سائق نوبي» .. الإعلان لم يكتفى بتذكيرى باللون الأسمر والذى يميل إلى القمحى فى بعض أوقات الشتاء بل جعلنى أفكر فى حالى وحال جميع السمر وتلك المعايرات التى نلقاها، حيث لا نصلح العمل إلا سائقى سيارات خاصة أو سفرجية وبوابين فلل الأغنياء .. رغم أغانى تحلية البضاعة للسمر، فالبيض الأمارة هم أكثر فوزاً ولم يسبق أن سخر من لون بشرتهم أحد.. وتدور الأيام ويعود الماضى وأنا أستمع للممثل ماجد المصرى فى برنامج بسمة وهبة، حيث يحكى قصة مواعدته مع ثلاث فتيات واكتشاف أنهن أفارقة  فطردهن من جنته أو من سيارته ورغم أن القصة غير أخلاقية، حيث لا يجوز لأحد أن يجهر بالمعصية التى ارتكبها، إلا أن ما أثارنى التمييز العنصرى.. والغريب أن ماجد المصرى ليس من أوروبا ولا يتسم بالبياض،  بل هو اسمر، إلا أنه سقط فى تلك العنصرية البلهاء.. وقتها ظننت أنها  ساقطة أو فلته إعلامية، ولكن اكتشف انتشار تلك العنصرية على الشاشات وفى أحد برامج المقالب قامت ممثلة مغمورة  وقد دهنت بشرتها باللون الاسمر داخل ميكروباص بداخله أحد ضحايا المقلب من المواطنين العزل وكان الهدف من البرنامج السخرية من البشرة السمراء، وهكذا تظل العنصرية سيدة الموقف على الشاشات وصفحات الجرائد بل والإعلانات.. وما زال السائق النوبى الأسمر، يتباهى به أصحاب السيارات البيض ودراما البواب السودانى أو النوبى الأسمر تعمل على زيادة الاحتقان والعنصرية.. تناسى الجميع قول  رسول اللهِ «صـلى اللهُ عليهِ وسلـم»: (لا فرق بين عربى ولا أعجمى ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى).. تلك العنصرية لابد وأن تواجه بقوانين حاسمة تمنعها بعد أن انتشرت فى بلد كانت دائماً توصف ببلد الوحدة والحب بين أبناء شعبها الشمال والجنوب والمنصورة والنوبة.. إلا أن بعض أفكار الجهلة بدأت تبث العنصرية من خلال إعلام غير واعٍ من شأنه التأثير على قلوب ربما أصيبت بمرض الحقد والجهل والشعور الزائد بالذات.

[email protected]