رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحد أهم أضلاع العمل الفنى الإبداعى هو النقد الذى يؤرخ ويؤصل العمل ويمنحه التقدير العلمى كما أنه يساعد فى التحليل وكشف مواطن القوة والضعف للوصول إلى درجة أعلى من التذوق الفنى واليوم مع ازدياد ظاهرة تأثير المتلقى كعامل إيجابى فى عملية الإبداع وما يسمى بدور المتلقى سواء قارئ أو مستمع أو مشاهد أو حتى متفاعل فى الإعلام الإليكترونى فإن نظرية المتلقى ودورة فى العمل الفنى أصبحت أشد تأثيرًا وثقلًا وقد يعتبرها البعض بديلًا عن النقد العلمى باعتبار أن الفن والإبداع من أجل الجمهور وليس لإرضاء النقاد وفق مدارسهم الفكرية ومناهجهم النقدية المتغيرة.. وهذا الجدل أثاره «فيلم الممر» لشريف عرفة كتابة وإخراجًا ولنخبة متميزة متألقة من الممثلين من عدة أجيال تتواصل فى إبداع وعطاء فنى يؤكد أن مصر ولادة وأرضها خصبة تنمو فيها المواهب والنجوم الحقيقية التى من حقها أن تصل إلى درجة العالمية فى الأداء بل وتتفوق على نجوم هوليود الذين هم صناعة وتجارة واستعمار قبل كونهم فنانين بحق، فيلم الممر من إنتاج هشام عبد الخالق والشئون المعنوية للقوات المسلحة التى كان لها دور كبير فى تصميم المعارك والمناطق العسكرية وبناء المشاهد بشكل واقعى أبرزه وأبدعه المخرج شريف عرفة فى تحريك الصورة ومحاولة تصوير الحرب والمعارك الصغيرة بشكل يقترب من الواقعية الفنية ومساعدة جموع الممثلين وعلى رأسهم محمد فراج فى دور هلال الصعيدى الشجاع الثائر ومحمد جمعة فى دور البدوى الأصيل الذى يموج صدره بالوطنية وإن لم يظهر ذلك وكذلك محمود حافظ فى أروع أدواره وهو دور جندى الصاعقة الفلاح الفطرى القوى المتين الذى يواجهه بالكلمة والفعل. وكان لأحمد عز تألق ونجومية القائد البطل الذى يمر بمراحل الانكسار والهزيمة والاكتئاب والخجل والانفعال والغضب ثم التروى والحنكة والمهارة والبسالة للثأر واسترداد الكرامة ومعها الأسرى الذين جسدهم أحمد فلوكس فى دور محمود الأسير الذى لم يخنع ويخضع وظل صامدًا يحمل الأمل فى الفرار والنجاة وحين ينجو يقتل وهو حر بيد الصهيونى الإسرائيلى إياد نصار أو دايفيد، وهو من أروع أدواره بعد دور حسن البنا فى مسلسل الجماعة.. العمل قصته بسيطة والدراما هى الوطنية والرغبة فى الثأر وتحرير الأسرى وتدمير معسكر بنى صهيون والأغنية والموسيقى رقيقة وشاعرية وحزينة تعكس الهزيمة وأمل النصر لعمر خيرت وصوت محمد الشرنوبى وكان لشريف منير حضور سريع مؤثر فى دور لواء شرطة.. الفيلم طويل خاصة فى الجزء الأول والذى ممكن ضغطه والنهاية فى مشهد المعركة الأخيرة سريعة ومبالغ فيها وإن كان العمل يثير مشاعر الوطنية وحب الوطن ويؤكد على أن المصريين نسيج واحد وأنهم لم يكونوا أبدًا معتدين وإنما أصحاب حضارة وتاريخ ومستقبل آمن بإذن الله.. الوطنية لا تحتمل النقد حتى ولو فى الفن.