رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

أمريكا محور الشر صانعة لأغرب مشهد يطالعنا اليوم بعد أن ظهرت كبلطجى يريد سلب الأوطان. تبنت قانونا تعسفيا يرتكز على قاعدة تقول:( نحن لا نسأل عما نفعل ولا معقب على حكمنا). استمرأت فرض شروط الإذعان على من تنتقيه من الدول، تنفرد مع إسرائيل بالحصانة فمهما ارتكبت من جرائم وآثام تظل بمنأى عن المساءلة والمحاسبة لكونها الاستثناء عن القاعدة!!.رأينا كيف تجاوزت إدارة ترامب كل الأعراف وكل القوانين الدولية لتظهر مواقفها وكأنها اعلان حرب. رأينا كيف انسحب ترامب من الاتفاق النووي في 8 مايو من العام الماضى وهو ما شكل ضررا فادحا خرج فيه عن الاجماع الأوروبى، فالاتفاق الذى وقع في 2015 بين ايران ومجموعة 5 + 1 هو اتفاق دولى وليس ثنائيا، وبذلك يكون ترامب قد صادر على المطلوب، لا سيما بعد أن مضى في حملته التصعيدية وبادر بحصار الشعب الايرانى  من خلال حرب اقتصادية شرسة فرض معها عقوبات شديدة الوطأة عمد فيها إلى تصفير صادرات النفط الايرانى.ثم أتبع ذلك بفرض عقوبات على أضخم مجموعة إيرانية للبتروكيماويات.

اتخذت أمريكا بذلك خطوة أحادية بالنسبة للعقوبات على ايران والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ولهذا أدانتها الصين من منطلق أنها ستزيد من حدة التوتر في المنطقة، وأدانها «لافروف» وزير الخارجية الروسى  عندما قال:( أمريكا تمضى في سياسة فرض الأمر الواقع على الدول التي لا تخضع لرغباتها وذلك لتحقيق مصالحها على حساب كافة الدول). وهنا نقول يتعين على الدول العربية عدم الانسياق وراء الميديا الأمريكية الصهيونية التي تحاول التدليس باظهار ايران كعدو للمنطقة رغم أن ايران تجسد العمق الاستراتيجي للأمة العربية. ولهذا على دول الخليج فتح نافذة الحوار معها بدلا من تصعيد العداء وشيطنتها، ويتعين على الدول العربية فهم المعادلة الأمريكية التي تهدف إلى تحقيق مصالحها ومصالح إسرائيل وليذهب الجميع بعد ذلك إلى الجحيم.

يظل حل الأزمة مع ايران مقترنا بالحوار بينها وبين أمريكا. وهذا ما سعى إليه وزير الخارجية الألماني في زيارته لإيران الأسبوع الماضى في محاولة منه لتصعيد آلية الدفع لمجابهة العقوبات الأمريكية على ايران والتوسط بين الدولتين لتخفيف حدة التوتر، ولهذا كانت دعوته لمواصلة الحوار مع ايران وتحذيره من خطورة الوضع في المنطقة. كما جاءت زيارة رئيس وزراء اليابان لطهران الأربعاء الماضى في مهمة وساطة بينها وبين أمريكا حيث إن استمرار التوتر أمر مقلق وخطير ومن ثم لا بد من إيجاد مخرج للأزمة. ومن جانبها فإن ايران لا ترفض مبدأ التفاوض مع الولايات المتحدة إلا أنها تربطها برفع العقوبات الأمريكية والعودة إلى الاتفاق النووي الذى وقع في 2015 . وتظل أمريكا بالفعل في حاجة إلى الدخول في حوار مع ايران حيث إن سلاح الضغط الذى تفرضه إدارة ترامب إذا فشل ستفقد أمريكا الكثير. أما العرب فعليهم أن يعلموا بأن إسرائيل ستظل وتبقى هي العدو الاستراتيجي للمنطقة، ومن ثم عليهم اليقظة وعدم الانسياق وراء أمريكا ودهاليزها لأن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى نتائج كارثية وعندئذ ستدفع المنطقة ثمنا فادحا ليصب هذا في مصلحة الكيان الصهيوني......