عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

يبقى فى منظومة تطوير التعليم نظرة المجتمع وتفاعله مع أية عملية تحديث، بمعنى أنه لا بد من دور فعال للمجتمع يواكب الاستراتيجية التى يقوم بها القائمون على شئون التطوير للعملية التعليمية، مشاركة فئات المجتمع القائمين على التطوير ضرورة مهمة، فلو أن هناك رفضاً من المواطنين لأى تغيير تكون عواقبه وخيمة، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عندما حدثت عمليات تحديث وتغيير لنظام الثانوية العامة كانت نظرة المجتمع لا تقبل هذا التحديث وكانت النتيجة أن طلاب الثانوية العامة تغيبوا عن المدارس ولجأوا إلى الدروس الخصوصية ما ساعد على استفحال الظاهرة وانتشارها بشكل بات يهدد أمن الأسرة، بعدما أنفقت كل دخلها على هذه الدروس.

نظرة المجتمع أو لنقل الحوار المجتمعى لأية تعديلات فى العملية التعليمية ضرورة مهمة، وهو ما تحدثنا عنه فيما سبق. فأولياء الأمور لا بد أن تكون لهم رؤية ومشاركة مع صانع القرار فى عملية التطوير، ولا يمكن انفراد جهة ما دون غيرها للقيام بهذه المهمة، ولا بد من مراعاة العوامل النفسية التى تسود المجتمع أثناء أى تحديث للعملية التعليمية سواء كانت فى المناهج أو المدارس أو حتى طريقة تدريب المعلمين، لا يمكن أن تتم أية عملية تطوير أو تحديث بمعزل عن المجتمع الذى يتلقى هذه التعديلات أو تلك التحديثات.

هناك قضية أيضاً غاية فى الأهمية تتعلق بنظرة المجتمع خاصة للتعليم المهنى أو الفنى، وبما أننا تحدثنا قبل ذلك عن ضرورة ربط التعليم بسوق العمل الذى يتطلب مهارات فنية ومهنية، وفى الوقت نفسه نجد ازدواجية فى نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم، ففى الوقت الذى يعانى فيه المجتمع من نقص شديد فى الحرف اليدوية، وفى المهن الحرة المختلفة نجد أن هناك نظرة غريبة وغير منطقية لهذه المهن، وما زال المجتمع ينظر إليها بنظرة دونية لا تتفق مع احتياجاته لها.

الأغرب من ذلك أن أفراد المجتمع لديهم عقدة الحصول على المؤهل العالى حتى لم يستفد منه حامله، المهم أن يكون لديه درجة الليسانس أو البكالوريوس، ولا يستفيد منها سوى تعليقها على جدران المنازل، هذه العقدة لا بد أن يجد القائمون على أى تطوير أو تحديث علاجاً لها، وليس من المهم الحصول على هذه الدرجة ما دامت لا تتم الاستفادة منها.

تغيير نظرة المجتمع للتعليم المهنى والفنى مسألة تحتاج إلى تدخل علماء النفس والفلسفة لتغييرها ونشر الوعى من خلال الوسائل المختلفة بأن الحصول على مؤهل مهنى أو فنى هو الأفضل فى ظل الظروف الراهنة ما دام المجتمع فى حاجة إلى ذلك، الدول الأوروبية المتقدمة ربطت احتياجات سوق العمل بالمؤهلات المطلوبة لذلك، ما الفائدة من الجامعات التى تخرج آلاف الطلاب سنوياً والمجتمع ليس فى حاجة إليهم؟ المطلوب إعادة النظر فى هذا الشأن ولا بد من ربط سوق العمل بالمعاهد التعليمية التى تؤهل الخريجين لاحتياجات السوق، المطلوب فعلاً تغيير شامل لنظرة المجتمع لخريجى المدارس الفنية والمهنية..

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد