رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نذهب يمينا أو يسارا سيظل الخط الأحمر، الذى لا يمكن تجاوزه فى السياسة الخارجية الأمريكية هو اسرائيل، التى تعد بمثابة الضمان  الرئيسى لاستمرار السيطرة على منابع النفط والغاز والبترول العربى ومصادره، والتحكم بطرق نقله؛ لذلك فأمريكا تعمل جاهدة على دعمها بكل السبل لأنها المحقق الأول لمأربها، خاصة فى المساعدة على ما سمته الربيع العربى. وإسرائيل تعتبر أكبر بلد فى العالم تتلقى مساعدات عسكرية تقدمها أمريكا بشكل سنوى لحلفائها، ويصل الدعم الذى تقدمه واشنطن لحكومة الاحتلال قرابة 3.1 مليار دولار سنوياً. وفى الواقع إن اكتشاف حقول الغاز فى شرق البحر المتوسط عمل على تصاعد التوترات فى هذه المنطقة المضطربة على نحو متزايد. ففى شمال إسرائيل، تقع لبنان- التى يسيطر عليها حزب الله الشيعي- والتى طالبت بالفعل ببعض حقول الغاز التى اكتشفتها إسرائيل. وسوريا  عدو إسرائيل والحليف القوى لإيران- تمارس نفوذاً كبيراً على لبنان وما حدث فى منطقة الشرق الاوسط وبالأخص سوريا هو تأكيد أن لا صوت يعلو فوق مصلحة إسرائيل والامريكان.

وفى الحقيقة إن إسرائيل لم تشارك بشكل أساسى فى حرب سوريا الأهلية، ولكن لها دورا فى الخفاء من خلال الضربات الاستباقية والعمليات النوعية التى تقوم بها إسرائيل كـ«تهديد» لأى قوى تحاول تهديد أمنها. وهناك كتاب هام بعنوان: «الحرب السورية»  للكاتب «كمال ديب» يعرضٍ بشكل تاريخى وعلمى وبالوثائِق الهامّة، أن هناك مصلحة إسرائيلية فى استمرار الوضع فى سوريا على ما هو عليه لأسباب كثيرة، منها أنها إحدى دول المواجهة الأُمّ للمشروع الصهيونى فى المنطقة. وفى الحقيقة أنّ ما يحدث فى سوريا هو صراع إقليمى دولى لا علاقة له بالديمقراطيّة، وكان على السوريين أن يُدركوا ذلك ويتعاونوا على رأب الصدع الداخلى بسرعة، لذلك فإن  مُصطلح «الربيع» هو دسّ سياسى وليس موضة جديدة صنعها الإنترنت والفيس بوك واليوتيوب والآى فون بل جزء من الترويج الإعلامى المُنظّم الذى استعمل وجوه شباب وفتيات فى العام 2004 فى أوكرانيا ودخل إلى الدول العربيّة، وللأسف إن «قطر» و«تركيا»، جزء من تحقيق هذا المشروع الدولى الذى تبنته الولايات المتحدة الأمريكيّة ضد «سوريا»، باستغلال ثورات الربيع العربى لتجنيد وتغذية بعض القيادات المعارضة السورية فى الخارج بدعم مباشر سواء عن طريق دعم مالى أو دعم معلومات أو دعم أسلحة، وتوفير أماكن لتدريب هؤلاء الأفراد لاستخدامهم كأداة طعن للنظام السوري. وهناك كتاب آخر للكاتب محمد الحورانى بعنوان: «دور إسرائيل وحلفائها فى ثورات الربيع العربى» يستعرض فيه التحولات والتداعيات السياسية والاجتماعية والفكرية التى يعيشها بعض الساسة العرب مع الكيان الصهيونى ضمن سياق المؤامرة التى تستهدف أكثر الدول العربية فاعلية فى مواجهة الكيان الصهيونى وهى سوريا ومصر والعراق، وأشار فى كتابه الى الدور الخطير الذى يلعبه منتدى الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة فى قطر والذى شارك فى احدى دوراته فى 2006 الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون وابنته وكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، حيث تم وقتها الاتفاق على وثيقة سرية اسم «مشاريع للتغيير فى العالم العربي».

وكشف الكاتب الإسرائيلى يوسى ميلمان إن «إسرائيل تعمل على تقسيم سوريا  بدعمها للدروز، لتحقيق حلم الجمهورية الدرزية التى تقع فى جنوب سوريا، الى جانب الجولان، وقيام حلف عسكرى مع إسرائيل.. خاصة أن السياسة الإسرائيلية فى الحرب السورية لم تتغير حتى الآن، وزعماء الطائفة الدرزية فى سوريا، يتواصلون بشكل وثيق مع وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي. وفى  الواقع إن «إسرائيل» تعمل جاهدة على محو التاريخ العربى، فهى تتعمّد سرقة الآثار العربيّة، وعملت على تدمير الآثار فى «تدمر» وغيرها! والعالم يعلم أنه أثناء الاجتياح الإسرائيلى عام 1982 لـ«لبنان» سرق «موشيه ديان» العديد من آثار «صور».. لأن «إسرائيل» لكى تّثبِّت شرعيّتها، تريد تجرِيد الدول العربيّة من أصالتها وجذورها التاريخيّة بطبيعة الحال، لأنّ هناك نظريّة تقول إنّ ما سُرِق من آثار فى العام 2015 وقبلها فى «العراق» وقبلها فى «مصر» وقبلها فى «لبنان»، هدفه أنّ «إسرائيل» تريد إعادة كتابة التاريخ وتُلغى كلّ الوثائِق الموجودة فى المتاحِف. ويساعده فى ذلك الآلة الإعلاميّة الأكاديميّة الغربيّة المسيّسة، التى تُغيِّر تاريخ شعوب، وتعيد كتابة التاريخ حسب الأهواء السياسيّة والعسكريّة، وكل ذلك يلعب  فيه المُجمّع العسكرى الصناعى الأمريكى بشكل كبير.. ففى «لبنان» عملوا على تغيير كلّ التاريخ، وصاروا يتحدّثون ويقولون إنّ الطوائِف اللبنانيّة منذ بداية تاريخها هى فى حال قتال متواصل.

للأسف، إن الجرح الأساس فى العالم العربى هو «إسرائيل». ورغم كلّ الوهن العربى لكن مازال هناك أمل مع وجود توازنات جديدة تخلق، وتعمل على بث روح المُقاومة.. وللأسف ان الدول الموجودة لدينا وذات  الصبغة الدينيّة مثل «باكستان» ودول أخرى تحمل راية الدين فى العالم العربي، كلّهم حلفاء لـ«أمريكا»، بل هم أجنحة للولايات المتّحدة فى توسّعها وانتشارها عالمياً؛ حينما درّبوا، الآلاف من الشبّان العرب بعقليّة تكفيريّة، واستخدموا كلمة «الجهاد» فى غير موضعها..