عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيـــــة

«التنوير» دعوة لخروج الإنسان من حالة تقصيره فى حق نفسه، وهذا القصور كان دومًا بسبب عجزه عن استخدام عقله وانتظار توجيهه من انسان آخر. ويرجع الذنب فى هذا القصور إلى الافتقار الى العزم والشجاعة اللذين يحفزانه على استخدام عقله بغير توجيه من انسان آخر. هذا هو شعار التنوير..

وفى أزمنة الاستجابة لدعوات التنوير، استقبلت مجلة «مدارس الأحد» رسالة هامة ورائعة من عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين ــ إمام التنويرين فى رأيى  يدعو فيها المؤسسة الدينية لتقويم وإصلاح بعض الأمور، فتنشرها المجلة بكل أريحية.

من بعض ما ذكر العميد فى رسالته.. «إن إعداد رجال الدين المسيحى لإخواننا الأقباط محتاج إلى عناية خاصة من الدولة ومن الأقباط أنفسهم، لأسباب طبيعية يسيرة أيضاً، فإن الأقباط مصريون يؤدون الواجبات الوطنية كاملة كما يؤديها المسلمون، ويستمتعون بالحقوق الوطنية كاملة كما يستمتع بها المسلمون، ولهم على الدولة التى يؤدون إليها الضرائب، وعلى الوطن الذى يذودون عنه، ويشاركون فى العناية بمرافقة ما للمسلمين من الحق فى العناية بتعليمهم وتقويمهم وتثقيفهم على أحسن وجه وأكمله. وما نظن أن أحداً يستطيع أن ينكر ذلك أو يجادل فيه بل ما نظن أن أحداً أنكر ذلك أو جادل فيه وقد قرر الدستور المصرى الذى نؤمن به جميعاً أن المصريين سواء فى الحقوق والواجبات، لم يفرق فى هذه المساواة بين المسلمين وغير المسلمين، [والملاحظ] أن الظروف المصرية الخاصة لا تسمح فى هذه الأيام، ولا ينتظر أن تسمح فى المستقبل القريب بإعفاء الدولة من التعليم الدينى فى بعض مراحل التعليم .

ويستطرد  د. طه حسين  ويشير إلى أن ملاحظته لا يقتصر تطبيقها على المسلمين وحدهم، وإنما نلاحظ ذلك بالقياس إليهم وإلى غيرهم من أبناء مصر، ومادام القيام بالواجبات الوطنية ـ هو مدار الاستمتاع بالحقوق الوطنية وجوداً وعدماً كما يقول الفقهاء، ومادام الأقباط يستوون مع غيرهم فى أداء الواجبات الوطنية بغير استثناء، فلابد أن يساووهم فى الاستمتاع بالحقوق الوطنية بغير استثناء أيضاً، والتعليم من هذه الحقوق، فلا بد إذًا من أن يشترك المصريون جميعاً فيما يمكن أن يشتركوا فيه من مقومات الوحدة الوطنية، ولا بد إذًا من أن تنفرد طوائفهم الدينية بما لا بد من أن تنفرد به من التعليم الدينى الخاص. ولست أرى بأساً بهذا النوع من الانفراد والافتراق، فهو لا يمس الوحدة الوطنية ولا يعرضها لخطر ما، ولعله يعين على تقويتها وتذكية جذوتها... وللمقال تتمة فى أعداد قادمة للتعرض لجوانب أخرى من الرسالة التى ما زالت فى معظم محاورها الاستشرافية تعد قابلة للحوار حولها. 

[email protected]