رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

«يعين رئيس الجمهورية رؤساء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية، بعد موافقة مجلس النواب بأغلبية أعضائه لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، ولا يُعفى أى منهم من منصبه إلا فى الحالات المحددة بالقانون، ويحظر عليهم ما يُحظر على الوزراء». هكذا نص الدستور، وينطبق هذا النص على محافظ البنك المركزى طارق عامر الذى تولى منصبه فى 27 نوفمبر 2015 بعد استقالة المحافظ السابق هشام رامز.

وفى نوفمبر القادم يكمل طارق عامر الأربع سنوات له فى رئاسة البنك المركزى، ويخضع قرار المد لفترة جديدة أو توجيه الشكر له، واختيار آخر لتقدير صاحب القرار، وهو رئيس الجمهورية بناء على تقارير أداء، وما ينطبق على محافظ البنك المركزى ينطبق أيضاً على باقى الهيئات والأجهزة منها هيئة الرقابة الإدارية، والجهاز المركزى للمحاسبات والهيئة العامة للرقابة المالية والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.. إلى آخر هذه الهيئات التى يعين الرجل الأول فيها بقرار جمهورى لمدة أربع سنوات.

ورغم وضوح هذه الإجراءات المنصوص عليها فى المادة «216» من الدستور فقرة ثانية والمحدد فيها أن رئيس الهيئة يعين لمدة واحدة قد تجدد لمدة أخرى.

وقد يتطلب الأمر استمراره لاستكمال مشروعه، أو يكون قد أدى دوره المطلوب منه، وتحتاج المرحلة القادمة إلى فكر جديد وسياسة جديدة ودم جديد فيخرج، أو يكون خروجه سببه تقصير فى أداء مهامه المطلوبة وهذا وارد فى كل الأحوال، فإن هناك كلاماً كثيراً يتردد فى محاولة للقفز على هذه الإجراءات.

فى حالة محافظ البنك المركزى فأنا أشتمّ شماتة فى طارق عامر، الشائعات كثيرة، البعض أكد خروجه ورشح خلفه، وقالوا إنهم أبلغوه بأنه لن يتم التجديد له فى نوفمبر القادم، فمن هؤلاء الذين حصلوا على النتيجة من الكونترول؟، ولكن أقول لهم إن الكونترول محكم، ولا يستطيع أحد اختراقه، قد يخرج «عامر» وقد يستمر طبقاً للدستور وليس للأهواء، التى تضر بالاقتصاد الوطنى.

لماذا الهجوم على صاحب لقب المصرفى الأفريقى منذ أيام؟، فعامر تسلم جائزة أفضل محافظ للبنوك الأفريقية عام 2019 فى حفل أقيم يوم الثلاثاء الماضى فى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو، وهذه الجائزة تمنح سنوياً لمحافظى البنوك المركزية ممن قاموا بإنجازات فى السياسة النقدية والقطاع المصرفى فى دولهم، كما فاز «عامر» فى عام 2017 بلقب أفضل محافظ فى منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا فى احتفالية أقيمت فى واشنطن، حضرها رؤساء بنوك دوليون، مسئولو صندوق النقد والبنك الدوليين.

ومن إنجازات «عامر» على مدار الأربع سنوات أنه وضع قواعد جديدة للسياسة المالية والنقدية عبر تأسيس لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى عام 2015، وصاحب قرار تعويم وتحرير الجنيه المصرى فى «3 نوفمبر عام 2016»، وكان بمثابة زلزال هز السوق السوداء والمضاربين بالعملة، واختفاء ظاهرة الدولرة، وأعاد للجهاز المصرفى هيبته وكرامته، كما واجه «البنك المركزى» العملات الافتراضية المشفرة، وفى مقدمتها عملية البيتكوين لاتقاء مخاطرها.

أرى أن الهجوم الشرس على محافظ البنك المركزى غير مبرر وراءه الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية، وهدفه الإضرار بالاقتصاد المصرى، وضرب أسافين بين القيادات البنكية باختلاق وقائع مشكوك فيها تسىء إلى رأس الجهاز المصرفى، فى مرحلة يمر فيها الاقتصاد إلى مرحلة التعافى وهذا لا يعجب البعض!!