رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

كنا إذا اقتربنا سوياً من ملعب كرة القدم فى قريتنا الغالية، حتى أتفاجأ بصديقى يجرى مسرعاً بقلب مُتوقّد وعقل يملؤه الشغف نحو ممارسة اللعبة التى يعشقها.. يكفى أنه كان يعشقها ولا يزال من متابعيها من أمام شاشات التلفاز!

كان صديقى يتوق إلى اللعب، لدرجة أننى كنت أشعر بخفقان قلبه وهو يجرى مسرعاً فى اتجاه الملعب لمسافة تتجاوز أكثر من كيلو متر.. ربما كان يخشى أن تهرب منه اللحظة التى يحب أن يعيشها، بما فى ذلك لحظة اختيار اللاعبين وتقسيم الفرق!

كان ملعب الكرة فى طريق عمومى على أطراف القرية، ولا يفصله عن جرف النهر الخالد والأرض الزراعية سوى أمتار معدودات!

لا أنساهما، الملعب وصديقى معاً، فقد كانا بداية القصة فى حياة الكثير منا، قصة أنه بإمكانك امتلاك الشغف من أجل عيش اللحظة التى تحبها، وممارسة اللعبة التى تفضلها، بصرف النظر عن توفر الإمكانيات والملاعب التى كانت من نصيب أجيال سابقة، وذلك قبل أن يتوارث الأبناء والأحفاد مساحات الأراضى، لتغزو ثورة الخرسانة تلك المساحات أو «الأجران» كما كان يطلق عليها فى قريتنا.

أعود إلى صديقي؛ الذى تذكرته اليوم وأنا أتابع جدلاً لا ينتهى - ولن ينتهى - عن مصير خطوات إصلاح التعليم فى مصر!

هؤلاء طلبة يؤدون الامتحان الآن.. قلق وتوتر وأزمات نفسية.. وتلك مبانٍ كانت فى يوم ما «مدارس» تخضع حالياً لإعادة التجهيز من أجل استقبال الأفكار الجديدة.. وهذه مشروعات قيد التجريب والتنفيذ، لكن هل الطلبة وأولياء الأمور لديهم ذلك «الشغف» الذى يمتلكه صناع الفكرة، والذى يشبه ماكان لدى صديقى؟.. هل المعلمون أنفسهم شغوفون حقاً نحو المشاركة الإيجابية فى صنع التغيير؟.. والأهم: هل نحن مستعدون لاستقبال التغيير فى منظومة التعليم؟!

طبقاً لمنحنى روجرز لانتشار الابتكارات أو الأفكار والمنتجات الجديدة فى المجتمعات، فإن المبتكرين أو الشجعان أو صناع الأفكار يمثلون 2.5% من المجتمع، وهناك شريحة «المستجيبون الأوائل»، وتضم قادة الرأى، ويمثلون نحو 13.5% من المجتمع، وهم الأشخاص الذين لديهم الاستعداد لتجريب الأفكار الجديدة فى إطار من الحرص.

تأتى بعدهم شريحة «المُنَفذّون الأوائل» وهم الأشخاص الذين سرعان ما يقبلون التغيير بشكل أسرع من المعتاد، وتشكل نسبتهم 34% من المجتمع، ويسير على خطاهم 34% آخرون، والذين يشكلون الشريحة الأخرى التى يطلق عليها «المُنَفذون اللاحقون»، فيما يتبقى نسبة 16% وهم شريحة «القاعدين» أو القابضين على الأدوات القديمة، والذين دائماً ما ينتقدون أو يرفضون أى فكرة جديدة، ويستجيبون لها متى أصبحت تياراً رئيسياً فى المجتمع أو شيئاً عادياً تقليدياً.

ببساطة، إن تغيير الوضع القائم حالياً فى منظومة التعليم حتمى ولا يحتمل التأجيل، وهو الأمر الذى لا يختلف عليه وحوله اثنان.

أن تجرى نحو الحلم، أفضل من أن تظل تحلم من الوضع ناقماً أو نائماً.. شارك ولا تقلق، لأنه لم يعد لدى أى منا ما يخسره، كل ما نملكه تلك الفرصة الجديدة.. لما لا نقتنصها معاً من أجل مستقبل أفضل لأجيال المستقبل.

لا أخفى عليك أننى كنت أجرى مسرعاً إلى جوار صديقى، لسببين، الأول: كى أشجعه بالطبع، والسبب الثانى: لأنه كان قد بثّ إلى نفسى ذات الشعور.. الشغف!

نبدأ من الأول.

[email protected]