رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

قرأت خبراً فانزعجت منه كثيراً.. قيل إن قراراً صدر بتغيير اسم شارع سليم الأول باسم محمد صلاح!

نعم محمد صلاح يستحق أن يطلق اسمه على شارع ما، بل شارع طويل عريض مثل شارع سليم الأول بالزيتون.. ولكن هذا لا يمنع من أن اسم سليم الأول رئيس الدولة العثمانية الإسلامية اسم له تاريخ طويل يجب أن يبقى.. خطأ كبير أن يبقى المسئول عن أسماء الشوارع محافظين ورؤساء أحياء لا علاقة لهم بتاريخ البلد.. سبق أن تقرر إلغاء قرار سابق فى آخر لحظة بهدم تمثال لاظوغلى وتغيير اسم الميدان.. فلم يعلم الذين أصدروا القرار أن لاظوغلى هذا هو وزير حربية محمد على الكبير، الذى جهز جيشاً بقيادة إبراهيم باشا وصل به إلى حدود أوروبا.. خافت أوروبا.. وبادرت إلى مفاوضة محمد على فوراً.. وسليم الأول هو الذى امتطى جواده وخاض بنفسه حرب تحرير مصر من حاكم مصر المملوكية عام 1517 ميلادية، ومات فى مصر 1522 ميلادية.. يكفى أن سليم الأول هو الذى خاض بنفسه معركة «مرج دابق» ضد السلطان الغورى حاكم المملوكية.. وتولى ابنه سليمان العظيم حكم مصر من بعده وكان من خير من حكم البلاد.

<>

وهناك حكايات كثيرة لسليم الأول هذا الذى يريدون رفع اسمه من يافطة الشارع بعد طول هذه السنين.

كان سليم الأول شديد الحرص على الدين والأخلاق القويمة.. وفى فترة ما كان هناك كلام حول من يستعدون للاعتداء على الحرمين الشريفين.. يرفض سليم الأول دخول الأراضى المقدسة غازياً.. فذهب إلى مدينة قصير على شاطئ البحر الأحمر فى مواجهة أقرب مكان من شاطئ الأراضى المقدسة.. وعسكر هناك ومعه قوة وعتاد.. خاف الجميع.. ولم يقترب أحد من رمال سار عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.. ووصل الأمر إلى أن أهالى قصير عملوا تمثالاً لسليم الأول على شاطئ البحر الأحمر حتى الآن.. ويريدون الآن العبث بهذا التاريخ.. وصل الأمر إلى أكثر من هذا.. أطلق الأمراء زملاء سليم الأول عليه لقب «خادم الحرمين الشريفين» وهو ما أخذ عنه الآن بعد قرن وسنوات!

<>

كان سليم الأول معجباً بطريقة بناء مساجد مصر، وما بها من زخارف وآيات الذكر الحكيم.. فطلب من كبير محترفى هذه الصنعة أن يختار له أحسن محترفى المساجد بالذات، وسافر أحسن خمسين محترفاً، ويقال إن معظم، إن لم يكن كل المساجد فى أسطنبول بالذات.. صنع مصر.. وكانت الخسائر الكبرى هى حرمان مصر من أهم محترفى المبانى.. الحكايات كثيرة عن سليم الأول، لا ترفعوا اسمه من الشارع.

<>

كنت مخصصاً هذا المقال لأشيد وأشكر وأفتخر بوطنية وقومية جريدة كبرى هى «الأهرام».. صدرت «الأهرام» خلال الأسبوعين الماضيين فى 18 صفحة بدلاً من 20 صفحة.. وطالما ناشدت الحكومة والصحف معاً بترشيد نفقات الصحف والمجلات والإعلام عموماً.. فالخزانة العامة مثقلة.. لا تقل لى: ما يعنى توفير صفحتين من عشرين صفحة؟.. لا يا أخ.. تعنى الكثير والكثير جداً.. ليست صفحتان فى أى جريدة؟.. صفحتان فى أكثر صحف مصر والشرق الأوسط توزيعاً.. وكل يوم.. هذا معناه مبلغ محترم بل أكثر من هذا.. طباعة 18 صفحة أقل استهلاكاً فى الحبر غالى الثمن الذى نستورده أيضاً مثل الورق من الخارج.. ثم الأهرام حينما يقلل من المصروفات ويزيد من الأرباح فهذا فى صالح الدولة التى تملك هذه الصحف كلها.. هذه الصحف قطاع عام.. ثم أن تفعل الأهرام ذلك دون أن تطلب الدولة منها مجرد هذا عمل قومى وطنى تشكر عليه.

 

<>

فى الوقت نفسه.. أتحدى إن كان أى قارئ لاحظ حكاية الصفحتين.. وإذا كان صحفياً أدرك الحكاية فسيجد أن كل الأبواب والأعمدة وكل شىء موجود وربما بطريقة مختصرة وخير من الأول.

كنت سعيداً فى الأيام الماضية بشعور الهيئات الحكومية بالمسئولية.. ومحاولة مساعدة الخزانة العامة، ثم فوجئت يوم الاثنين بعودة ريما لعادتها القديمة.. أرجو أن يكون استثناءً مؤقتاً.. يا جريدة الأهرام.