عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نـور

 

> قال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، منذ أيام، فى تصريح لصحيفة وموقع«فيتو»، أن المستشار بهاء أبوشقة رئيس الوفد «سيطر» على الأزمة المالية فى الحزب بمساعدة الأعضاء، رغم أنه تولى رئاسة الحزب منذ وقت قصير، ويجب منحه وقتاً كافاً لإحداث طفرة داخل الوفد.

> تصريح مهم، ومُلفت، ومتوازن، صادر عن شخصية تاريخية مهمة فى حزب الوفد، المستشار مصطفى الطويل أحد رؤساء الوفد السابقين، والذى تولى رئاسة الحزب لمدة 6 أشهر فقط، كرئيس انتقالي، فى مرحلة صعبة أعقبت فترة الأزمات التى شهدها الحزب عقب رحيل الدكتور نعمان جمعة عن منصبه عام 2006.

> أهمية التصريح، أنه يجعلنا نتذكر، الأيام التى أعقبت فوز«أبوشقة» برئاسة الوفد، عندما راهن البعض على أن الرجل لن يستطع تحمل المسئولية لأكثر من شهر أو شهرين على الأكثر، بسبب الأوضاع المالية الصعبة، حتى أنه تسلم الحزب ولا يوجد فى خزينته سوى 400 ألف جنيه، وتسلم إدارة صحيفة الوفد، وكان رصيدها فى البنوك «صفر»، بالإضافة إلى ديون بلغت 48 مليون جنيه بالتمام والكمال، وأصولها من شقق ووحدات سكنية، ومحلات وخلافه، كان قد تم بيعها، حتى تتمكن من صرف مرتبات العاملين والصحفيين فيها، وهذا الوضع المالى هو الذى جعل بعض الراغبين فى إفشال الرجل يرددون مقولة «أبوشقة مش هيستحمل الوضع ده لأكثر من شهرين»!

> والآن.. مر عام كامل وشهران إضافيان منذ تسلم المستشار أبوشقة المسئولية، ولم يرحل الرجل كما قالوا، ولكنه واجه التحديات بكل صلابة، وقدرة ممزوجة برغبة فى النجاح، وأثبتت الأيام، أن اختيار الهيئة الوفدية (الجمعية العمومية) لرئيسها الجديد كان صائبًا وعاقلًا وذكيًا، فقد اختارت وفديًا قديمًا يعرف الحزب جيدًا، ويعرفه الوفديون عبر سنوات، فهو رغم كل الإغراءات التى تعرض لها، لم يترك الوفد، مهرولًا وراء منصب سياسى، ولم يتجول فى الأحزاب باحثًا عن مجد شخصي، ولكنه ظل فى المؤسسة التى انتمى إليها منذ 40 عامًا جالسًا فى مكانه حتى حصل على مكانته! وهذا هو الصبر الذى مكنه من مواجهة الأزمة المالية التى بلغت أسوأ درجاتها، حينما تولى المسئولية، ولا أعتقد أنه كان يفكر إلا فى أمر واحد هو أنه «لا يوجد أسوأ من ذلك»، ولذلك قال لكل رفاقه فى الحزب «دعونا نعمل أولًا ثم نناقش النتائج»! والآن بعد 14 شهرًا مازال الرجل يواجه المشكلة المالية ولكن بشكل مختلف، فقبل عام وشهرين، كان توفير مرتبات العاملين فى الصحيفة والحزب أمرًا غاية فى الصعوبة، أما الآن فهو يواجه المشكلة من أساسها، ويقوم بسداد ديون المؤسسة، ويقوم بحل مشكلات هذه المديونية، مع الجهات الدائنة، ويتم تقسيط هذه الديون بانتظام بعدما كانت تتراكم وتتزايد بشكل مُخيف، فقبل عام من الآن كان الجميع يقول: «صحيفة الوفد هتقفل إمتى»، أما الآن فيقولون: «متى ينتهى سداد الديون كاملة».. فارق كبير فى الجملة والمعنى والتعبير، ونقلة نوعية فى الفكر، لأن أبوشقة هنا ينتمى لفكر«مواجهة الأزمة» وليس الالتفاف عليها، والفارق بين هذا الفكر وذاك كبير فى الطريقة والنتائج!

> من أهم نتائج هذا الفكر، هو أن السيطرة على الأزمة المالية التى يواجهها حزب الوفد كما قال المستشار مصطفى الطويل تمت بمعاونة أعضاء الحزب، فقد كان الرجل يستطيع أن يواجهها وحده، أو الاستعانة بشخص أو اثنين معه، ولكنه أراد أن تكون المواجهة جماعية، حتى نصل إلى الحلول الأفضل تطبيقًا لنظرية المشاركة فى الأعباء، وهى نظرية تحافظ على تماسك الحزب وتمكينه من مواجهة أية مخاطر، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك نتيجة مهمة لنظرية المشاركة، وهى أن «الوفد لن يسقط فى قبضة من يدفع» وهذا هو التحدى الأكبر الذى نجح فيه حزب الوفد بقيادة بهاء أبوشقة، الذى استخدم ذات النظرية التى استعملها فؤاد سراج الدين عندما أعاد حزب الوفد للحياة السياسية، عام 1978 ثم 1984، فقد كان سراج الدين الزعيم التاريخى الثالث لحزب الوفد هو الشخصية المُلهمة للمستشار بهاء أبوشقة عندما واجه الأزمة المالية عام 2018.

> عام 1984 قرر فؤاد سراج الدين، البحث عن وسائل دائمة لتمويل الإنفاق المستمر على أنشطة الحزب! والطريقة التقليدية التى استخدمها فؤاد سراج الدين لتمويل الحزب عرف أبوشقة أنها مازالت صالحة، فقد اعتمد فؤاد سراج الدين فى البداية على تبرعات بعض الشخصيات الوفدية الثرية، وبهذه التبرعات قام بإصدار صحيفة الوفد التى تحولت خلال عام واحد إلى مصدر رئيسى للإنفاق على أنشطة الحزب، وكانت هذه الطريقة هدفها عدم الاضطرار للحصول على إعانة مالية من الحكومة، وأتصور أن الوضع الآن عاد لأصله، فقد أصبح التبرع للحزب الآن أصبح شبيهًا بالتبرعات التى قام الوفديون بتقديمها لفؤاد سراج الدين وهى  تبرعات غير مشروطة، هدفها مساندة الحزب فى أزمته، وليس امتلاكه، حتى يحافظ الحزب على استقلاليته، ويظل حزبًا مؤسسيًا، وليس حزبًا خاضعًا لرؤوس الأموال!

>.. ولا شك أن المستشار بهاءالدين أبوشقة من خلال كلماته التى وجهها للهيئة الوفدية فى مؤتمرات وتصريحات قبل انتخابه وبعدها، كان مدركًا لهذه الفكرة، وهى حماية الحزب من الخضوع لسيطرة رؤوس الأموال، والنتيجة الكبيرة التى حصل عليها تؤكد إيمان الوفديين، بضرورة استقلال الحزب ماليًا، فمن يريد دعم الحزب عليه أن يقدم مساعدة غير مشروطة.

[email protected]