رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يعبر مصطلح القوة الناعمة طبقاً للمراجع السياسية عن النفوذ الذى تمارسه الآداب والفنون والدبلوماسية الرشيقة وذلك للتأثير على الرأى الاجتماعى والعام وتغييره بمعنى أن يكون للدولة قوة تجسده أفكار ومبادئ وأخلاق وتسامح وسلام من خلال الدعم فى مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن وأصبحت القوة الناعمة اليوم نمطاً أساسياً فى كسب العقول وتطويع العواطف وتحييد سلوك الشعوب عن طريق التسامح وقبول الآخر ومما زاد من أهمية القوة الناعمة تنوع أنماطها وتعدد أشكالها وابتعادها عن النمط التقليدى المتمثل بالقوة وأخذت القوة الناعمة أشكالاً عدة منها دبلوماسية مثل عقد المؤتمرات بين قادة الدول لمناقشة علاقاتهم المشتركة أو قضاياهم الملحة كما أخذت القوة الناعمة نمط معالجة الأزمات والتصدى للتحديات التى تواجه الدبلوماسية الدولية وسعت لإنشاء التحالفات السياسية والمعاهدات الاقتصادية أى أن أداة القوة الناعمة فعالة إذا جاز لى سياسياً إطلاق مصطلح (أداة) من أجل زيادة  النفوذ وتعزيز سمعة ومكانة الدول إقليمياً وعالمياً وإستراتيجياً كما أنه حظيت هذه القوى باهتمام الدول لتأمين سياساتها الخارجية وتطويع حلفائها فى المجال الدبلوماسي، ومن هذه المقدمة أنتقل إلى الخبر الذى جذبنى لكتابة هذه الكلمات الآن وإلقاء الضوء على أهمية القوة الناعمة وهو استقبال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بحضور عدد من رؤساء وممثلى الجامعات المصرية لمناقشة تفعيل مبادرة «مصر بداية الطريق» حيث ناقش اللقاء سبل وآليات تفعيل المبادرة التى تهدف إلى التواصل مع قادة الفكر والسياسة حول العالم من خريجى الجامعات المصرية وإقامة احتفالية دولية تشارك فيها هذه الشخصيات السياسية والفكرية رفيعة المستوى تأكيدًا على الدور العلمى والثقافى البارز وإعداد قاعدة بيانات خاصة بالسادة خريجى الجامعات المصرية من المسئولين رفيعى الشأن والوزراء من الدول الإفريقية والدول العربية وكذلك الدول الآسيوية وذلك فى إطار تأكيد الدور الريادى للدولة المصرية على الصعيد الأفريقى والعربى وكذلك إثراء العلاقات مع الدول الآسيوية، والجدير بالذكر إلى أن مبادرة «مصر بداية الطريق» هى برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتكون فرصة جيدة لإبراز القوة الناعمة لمصر بالخارج حيث إن خريجى الأزهر والجامعات المصرية من الوافدين هم القوة الناعمة للدولة المصرية بجانب أيضاً الجاليات المصرية بالخارج، وبالتالى فإن مبادرة «مصر بداية الطريق» خطوة مهمة لتعزيز الدور الثقافى لمصر فى العالم وستمكنها من بناء قوة فكرية ناعمة من خريجى جامعاتها حول العالم. وأختم مقالى هذا بمثال واقعى يدل على أهمية القوة الناعمة فى العصر الحالى وهو أن الرئيس دونالد ترامب قوض القوة الناعمة للولايات المتحدة بمنع مواطنى سبع دول غالبيتهم من المسلمين مما حدا باتهامه بالعنصرية ضد جنسيات معينة أو دين بحد ذاته وقد تظاهر كثير من الناس فى الولايات المتحدة والعالم ضد تشريع الرئيس الأمريكى مما خفض شعبية أمريكا فى أعين العالم ولكن عندما أوقف القاضى الفيدرالى العمل بأوامر الرئيس وامتثلت السلطات لحكم القضاء فإن ذلك عزز من سمعة الولايات المتحدة كدولة قانون وأضاف إلى رصيد قوتها الناعمة.