عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

من الثانوية للكلية والمجموع قرب على المية.. مطلع أغنية شهيرة لمطربة شعبية ليلى نظمى كانت بداية التحول النوعى فى معنى ومفهوم التعليم والتفوق ومدخل إلى الدروس الخصوصية وغياب دور المدرسة والمؤسسة التعليمية مما أدى إلى ظهور الشهادات الأجنبية كحل بديل وباب خلفى لدخول الجامعة والحصول على الدرجات النهائية دون تعلم حقيقى واستيعاب فعلى للمواد والمحتوى.. ومحاولات تطوير التعليم ستظل عاجزة إن لم نبدأ من المنبع، ثم المنبع، ثم المنبع، ألا وهو كليات التربية والسادة الأساتذة الذين يشكلون ويقررون المناهج والكتب الدراسية وليس معنى التابلت أن المحتوى اختلف وأن أسلوب التعليم تغير وأن منهجية البحث قد أصبحت تكنولوجية لأن التابلت وسيلة وليس مضموناً ولأن التابلت ما هو إلا جهاز إليكترونى يوضع عليه مناهج تختلف ولم تتغير ولم تتطور.. والتابلت فى الإمتحانات هو المرفوض على المستوى العام لكنه غير مرفوض كوسيلة تعليمية مساعدة وليست أساسية أو رئيسية، لأن استخدام التكنولوجيا أمر حتمى وضرورى وحيوى وموجود بالفعل ولكن كيف أستخدم التابلت وليس لدى الآتى:

1-  المعلم والمدرس المؤهل علمياً وتربوياً وتكنولوجياً على استخدام الوسائل التعليمية الحديثة ومؤهل نفسياً لمعاملة المراحل العمرية المختلفة ولديه محتوى علمى كاف يؤهله، لأن يكون تربوياً يعرف كيف يستخدم المعلومة ويوصلها بأساليب بسيطة إلى الطالب وكيف يقيم أداء الطلاب والتلاميذ وفق معايير الجودة العالمية من حفظ واسترجاع للمعلومة، ثم تحليل وفهم، ثم ربط منطقى، ثم إبداع واستنتاج، فهكذا تكون مصفوفة الأسئلة التى تقيم أداء الطالب على مدار العام الدراسى وفكرة توظيف خريجى الجامعات بمرتب 1200 أو 1500 جنيه مصرى كمعلمين ومدرسين بعقود موسمية سوف تقضى نهائياً على التدريس وعلى التعليم، لأنهم غير مؤهلين لهذه المهمة الصعبة وبهذا يكون الأمر مجرد توظيف وبطالة مقنعة تدمر مستقبل جيل.

2- المناهج الدراسية بكليات التربية جميعها مناهج علمية بنسبة 50% والباقى مناهج تربوية مما يعنى أن المحتوى العلمى لخريجى كليات التربية يظل منقوصاً وغير مكتمل مقارنة بخريجى الكليات الأخرى، مثلاً خريج تربية أقسام أنجليزى أو عربى عليه أن يدرس سنتين دراسيتين فى الأداب أو الألسن لنفس التخصص حتى يحصل على درجة الليسانس فى اللغة ومثله خريج تربية رياضية أو فيزياء أو كيمياء عليه أن يدرس عامين دراسيين فى كليات العلوم أو الحاسبات حتى يحصل على درجة البكالوريوس، بالإضافة إلى أن المواد التربوية مازالت قديمة والتحديث فيها قليل جداً والتدريب شكلى فى المدارس وليس تدريباً فعلياً، وأن من يقوم بوضع المناهج فى وزارة التربية والتعليم هم ذات أساتذة كليات التربية الذين وضعوا المناهج السابقة فى السنوات الماضية، لذا فليس هناك أى تجديد أو تطوير.

3-  التعليم قضية مجتمع ومستقبل وطن وليس حِكراً على فكر شخص واحد وليس مسألة عناد أو أصرار أو مساندة من مسئول كبير .. أهل التخصص كثر فى المحروسة والكل يريد أن يسهم ويساعد ويقدم العون دون غرض إلا صالح الوطن جميع مؤتمرات التعليم فى السابق والآن حوار من طرف واحد والأبحاث تدخل الأدراج.. والآراء تتهم بالمعارضة وعدم الوطنية.

التعليم من الثانوية للكلية ليس بالمجموع ولكن بالناتج والمحتوى البشرى والعلمى الذى يبنى وطناً جديداً.