رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كانت مجزرة ليلة الاثنين الماضى الدامية فى ساحة التظاهر امام مبنى المجلس العسكرى السودانى هى عيدية الجنجويد لشعب السودان العتيد الصابر المقاوم ---- فرق الجنجويد التى ضمها البشير فى حروبه المستمرة ضد السودان ارضا و شعبا الى قوات الجيش و اعطاها اسم قوات الدعم السريع و ليصعد قائدها الثانى محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى ليصبح من قادة التطهر من البشير ثم ليصبح نائب رئيس المجلس العسكرى السودانى الحالى و الرجل الثانى خلف عبد الفتاح برهان و قد صرح حميدتى تعقيبا على المجزرة:« المتظاهرون اخترقتهم عناصر مارقة وتجار مخدرات و لن نسمح بالفوضى ولن نرجع في قناعتنا، ويجب فرض هيبة الدولة بالقانون».

*** بقايا الخيام المنزوعة و اخرى متفحمة لم تزل آثارها باقية فى الساحة المواجهة لمقر قيادة الجيش فى الخرطوم و اغراض مبعثرة و معها امل الوصول الى توافق بين قوى التحرر و التغيير و المجلس العسكرى لحكم ديموقراطى سعى له اهلنا فى جنوب الوادى دوما منذ اعلان استقلال السودان فى 1956 و قيام حكومة ثنائية من الاتحادى و الامة عصف بها انقلاب ابراهيم عبود فى 1958، لتطيح به ثورة شعبية كبرى فى 1964 ليعود جعفر نميرى بانقلاب جديد فى 69 لتطيح به انتفاضة ابريل 85 الشعبية الكبرى لينضم لها الجيش بقيادة سوار الذهب الذى قاد البلاد لمدة عام و اجرى انتخابات حرة و سلم السلطة لمن انتخبه الشعب فى بادرة لم تحدث فى تاريخ العرب ----ليعود البشير مدعوما بالاخوان بقيادة الترابى بانقلاب عسكرى و ليستمر 30 عاما انتهت بانتفاضة شعبية كبرى قادها تحالف قوى اعلان الحرية و التغيير و الذى اسقط البشير و رفض بقاء عوض عوف الذى نصب نفسه رئيسا للمجلس العسكرى السودانى.

*** وأحصت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في حركة الاحتجاج، مقتل 113 متظاهرا وإصابة أكثر من 500 آخرين، فيما تحدّثت السلطات عن 61 قتيلاً فقط. وبحسب هذه اللجنة، انتُشلت أربعون جثة من مياه نهر النيل --- وندد تجمع المهنيين السودانيين  أبرز مكونات تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجية، بـ مجزرة دموية بالنسبة للمحتجين و انه ليس هناك أدنى شكّ في أن  المسؤول عن هذا القمع الدموي هم عناصر قوات الدعم السريع التي يعتبرون أنها منبثقة عن ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب فظائع خلال الحرب الأهلية في إقليم دارفور غرب. و خلال العيد بقيت شوارع الخرطوم شبه خالية وقال عدد من السكان إنهم يعيشون حالة رعب و انتشر عناصر من قوات الدعم السريع ببزاتهم العسكرية وأسلحتهم الثقيلة في شوارع العاصمة السودانية وتجوّلوا على متن شاحناتهم الصغيرة . و كانت قوى تحالف الحرية و التغيير قد اعلنت انها لن تتفاوض مع من يقتلون الناس.

*** حاليا يواجه المجلس العسكرى الانتقالى بالسودان ضغطاً يمارسه المجتمع الدولي للتخلي بسرعة عن الحكم. والجمعة الماضية زار رئيس الوزراء الإثيوبي الخرطوم في محاولة لحلّ الأزمة وأطلق دعوة إلى الحوار. وكان الاتحاد الإفريقي في اليوم السابق، علّق عضوية السودان إلى حين إقامة سلطة مدنية انتقالية بشكل فعلي. ورحّب الاتحاد الأوروبي بهذه المبادرة. وكانت الأمم المتحدة وواشنطن ولندن وفرنسا نددت بحملة القمع ودعت إلى استئناف الحوار . وبعد الوساطة الاثيوبية، أعلن تحالف قوى اعلان الحرية و التغيير انفتاحه على الوساطة الاثيوبية شريطة اجراء تحقيق اممى فى المجزرة و الافراج عن المعتقلين و ازالة مظاهر العسكرة السائدة بالعاصمة. هذا و قد اعتقلت قوات الأمن السودانية اثنين من قادة حركة الاحتجاج بعد لقائهما رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال زيارته للوساطة  و كذا أوقفت يوم الأربعاء الماضي نائب رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال» من ياسر عرمان منزله في الخرطوم، فهل ينزلق حلم الدولة الديموقراطية كالعادة الى كابوس السلطة القمعية!!