عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

إن ربط العملية التعليمية بفرص العمل المتاحة، مسألة باتت ذات أهمية بالغة فى هذا التوقيت. وهذا يتطلب ضرورة إجراء إصلاح تعليمى شامل وجذرى، يقوم على مبادئ تربوية وتخطيط مدروس، ورؤية مستقبلية. وقد يستغرق هذا أعوامًا طويلة، إلا أنه من الأهمية البدء فى عملية حقيقية للتطوير قائمة على أسس ومبادئ ضامنة لاستمرارها. وهذا ما بدأته الدولة.

لسنا بحاجة إلى تغييرات شكلية ومظهرية تتسبب فى تأخير التطوير الحقيقى لسنوات أخرى، والأمر ليس معقدًا فنيًا أو ماليًا، لكن المهم هو وضع رؤى منضبطة لعملية إصلاح التعليم. لسنا بحاجة إلى إطلاق الشعارات الجوفاء دون الدخول فى عمليات تطوير فعلية تعالج الخلل القائم بالفعل فى العملية التعليمية التى تشبه المثلث ذا الأضلاع الثلاثة، والتى تضم المدرسة والمعلم والتلميذ. كل جانب من أضلاع هذا المثلث يحتاج إلى إصلاح جذرى شامل يعيد إلى العملية التعليمية مكانتها ودورها وربطها بالمجتمع، وفرص العمل المتاحة به.

الأمر يحتاج إذن إلى وجود قائمين على إجراء هذا التطوير من الذين يقبلون التحدى ويرفضون سياسة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان». وبالتالى لا بد من اتباع سياسة تعليمية تقضى على نظام المركزية المطلقة التى تسيطر على نظام التعليم فى مصر.. مثلًا كل محافظة من محافظات الجمهورية تتوفر بها فرص عمل مختلفة عن الأخرى، وهنا يجب أن يكون التعليم مرتبطًا بهذه الفرص خاصة فيما يتعلق بالتعليم الفنى أو الصناعى. المحافظات التى تهتم بالزراعة كحرفة أساسية لا بد أن تكثر بها المدارس الزراعية، وكذلك الحال للمراكز والمدن التى بها مصانع لا بد أن تكون بها مدارس صناعية فى كافة التخصصات تتناسب مع طبيعة هذه الأماكن.

ولا يختلف الأمر كثيرًا عن التعليم العام والجامعى حيث إنه يجب أن تراعى الجامعات حاجة العمل من التخصصات المطلوبة، ولا يجوز تخريج أعداد هائلة لا يستفيد منها المجتمع. وهذه هى الظاهرة البشعة، إذ نجد خريجي جامعات، ولا يجدون فرصة عمل مناسبة. وهذا تسبب فى زيادة نسبة البطالة بين خريجى الجامعات، أو من نشاهده الآن من وجود خريجى جامعات فى أماكن عمل لا علاقة لها بتخصصاتهم التى حصلوا عليها.

ما العمل للخروج من هذه الأزمة ؟.. لا بد من إعادة النظر فى نظام التعليم العام والفنى، وبشكل ينسف تمامًا نظام العملية التعليمية الحالية، وإعادة بناء المنظومة كلها من جديد على أسس علمية. كما يجب إعادة النظر فى أولويات التعليم وطرق التدريس وتطوير المدارس، وإعادة تأهيل المعلمين طبقًا للتطور الهائل فى التكنولوجيا الآن.

 وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد