رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بدأت معركة التنمية الحقيقة فى سيناء

قناة السويس تنفذ استراتيجية جديدة لتحويل شركاتها إلى كيانات إنتاجية

 

افتتاح أنفاق قناة السويس الأخيرة، هى بكل المقاييس التاريخية والعالمية إنجاز ضخم، لا يقل أهمية عن عبور مصر التاريخى فى عام 1973، فهذا هو العبور الجديد نحو المستقبل، والحقيقة التى لا جدال فيها أن هذه الأنفاق، ستظل علامة بارزة فى تاريخ مصر المعاصر، وإذا كان الرئيس الراحل أنور السادات قد نجح بدهاء شديد فى العبور العظيم، وكان بطلاً بكل المعايير فى الحرب والسلام من أجل استعادة الأرض المصرية المسلوبة، فإن افتتاح أنفاق القناة، سيظل حدثاً تاريخياً تتغنى به الأجيال المصرية والعربية، وينسب الى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قام بعمل وطنى جبار، لم يحدث وحقق مثله أى زعيم مصرى على مدار تاريخ مصر الطويل الضارب بجذوره فى الزمن على مدار آلاف السنين.

افتتاح الأنفانق الجديدة، ليس حدثاً عادياً، لأن سيناء التى كانت معزولة عن الوادى والدلتا، باتت الآن جزءاً لا يتجزأ من الأرض المصرية، بل إنها تعد نصراً كبيراً وعظيماً على كل المستويات الأمنية والاستراتيجية، والمعروف أن سيناء على مدار التاريخ بطوله وعرضه كانت المطمع لكل أعداء مصر، ومن خلالها شهدت الكثير من المعارك فى كل العصور، ولذلك فإن ربط سيناء بالوادى والدلتا، يعد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أكبر إنجاز تاريخى فى الأمن القومى المصرى.

وبذلك تكون مصر، ولأول مرة تؤمن هذه البوابة الشرقية ضد كل  الطامعين أو  من تسول له نفسه أن ينال من الوطن الغالى..

ومنذ افتتاح هذه الأنفاق بطول القناة إضافة إلى الكبارى العائمة تكون سيناء قد حققت انجازاً ضخماً فى تأمين هذه الحدود التى تعد مطمعاً لكل من يريد أن ينال من مصر.

سلم عقل وفكر القيادة السياسية والدولة المصرية التى فعلت إنجازاً على الأرض سيظل علامة فارقة فى تاريخ الدولة المصرية استراتيجياً وأمنياً وستظل الأجيال الحالية والقادمة واللاحقة ترفع يديها شكراً لله على هذا العمل الجبار الذى لم يقدر عليه أى قيادة سياسية على مدار تاريخ مصر الطويل منذ عهد الفراعنة وحتى الآن.

لطالما تحدثنا وتحدث غيرنا من الكتاب والمفكرين على أهمية التنمية فى أرض سيناء، والحقيقة الظاهرة أنه لم يكن أحد يحلم بهذا العمل الجبار الذى يعد أكبر تنمية حدثت لأرض الفيروز وإذا كانت الدولة المصرية بقيادتها السياسية الحكيمة قد نجحت فى تحقيق هذا الإنجاز الرائع والعظيم، فى ظل ظروف قاسية وصعبة فإن التاريخ سيظل يحسب لهذا النجاح الباهر، هذا العمل العظيم الذى فاق عبور تحرير الأرض وفاق بناء السد العالى.

ويحسب لهذا الإنجاز أيضاً أن أى تنمية أخرى ستكون سهلة وبسيطة بعد تحقيق أكبر تنمية تقود إلى فعل كل شىء بعد ذلك.

وعندما ترتبط سيناء بالوادى والدلتا، ستكون كل الأمور سهلة وميسرة وبسيطة، لأن أى تنمية بدون ربط سيناء بالدلتا ستكون هى والعدم سواء، وعندما يكون شرق القناة وغربها كتلة واحدة، لا نجد أى مشكلة فى القيام بأى عمل آخر، ولقد كانت القيادة السياسية من الذكاء والوعى، عندما بدأت بحفر قناة موازية وأعقبت ذلك بأنفاق تربط بين أرض الفيروز والوادى والدلتا، وما تم يعد إنجازاً لا ينكره إلا كل عدو لمصر وشعبها.

هل يشعر أى مواطن بأن هناك فرقاً بين القاهرة والجيزة  غرب وشرق النيل ومع الفارق الكبير فى التشبيه، لا أحد سيشعر بأن هناك فارقاً بين غرب وشرق قناة السويس سواء القديمة أو الحديثة، وكم شعر المرء بالفخر والفخار وهو يرى هذا الإنجاز الذى كان حلماً وبات حقيقة على أرض الواقع، وفعلاً الشعب المصرى بقيادته السياسية إذا أراد فلا بد أن يستجيب له القدر فيما يطلب أو يحلم.. والمدهش فى هذ ا الأمر حقاً أن يتحقق هذا الإنجاز ومصر تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب، بل إنها تحارب هذا الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، وعلى مدار التاريخ فى الدنيا كلها لم تجد دولة أو شعباً يقوم بكل هذه الإنجازات فى آنٍ واحد ولكن هذه العبقرية والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، لهذا البلد الآمن كما قال فى كتابه العزيز «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

لن نتحدث عن اختصار زمن العبور فى الأنفاق وما تحققه من نتائج ولن نتحدث عن النتائج الإيجابية التى ستنعم بها أرض الفيروز فى المستقبل، ولن نتحدث عن حرية الحركة بين سيناء والدلتا، فكل هذا هو أبسط الأمور بعد افتتاح الأنفاق، لكن الذى نتحدث عنه أمر آخر مهم هو تحقيق أكبر إنجاز للأمن القومى لم يحدث على مدار تاريخ مصر الطويل، وهذا فى حد ذاته هو أكبر تنمية  تحدث فى مصر وعلى وجه التحديد  فى سيناء، ومن بعده كل شىء سهل وميسر تحقيقه، وفى ظل هذا الإنجاز العظيم، شاهدنا مدينة الإسماعيلية الجديدة على أحدث طراز معماري، وتقع شرق القناة، لتكون نواة حقيقية للشعب المصرى فى بناء كثير من المدن الأخرى، وبذلك تكون سيناء متنفساً للشعب المصرى، وأعتقد أن السنوات القليلة القادمة ستشهد تحقيق هذا الأمر، وسيزحف إليها المواطنون من كل بقاع مصر المختلفة.

من حق كل مصرى أن يرفع رأسه عالياً فى السماء، يزهو ويفتخر بهذا الإنجاز التاريخى الذى سيكون بمثابة علامة فارقة فى تاريخ البلاد ويحقق للبلاد الأمن والرخاء الذى حلم به المصريون كثيراً، وبات واقعاً على الأرض، ويبقى أن نقول إن ما تحقق لم يأت من فراغ وإنما بالعمل والإنتاج وليس بالدلع كما قالت القيادة السياسية.

 

[email protected]