عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

ما زال الحديث مستمراً حول عملية بناء الإنسان المصرى الذى لن يتأتى إلا بوجود تعليم جيد يتمشى مع سياسة الفكر والثقافة الجديدة التى يجب أن تسود بعد 30 يونية، الدولة تهدف إلى إعداد جيل جديد من المعلمين ليكون قادراً على عملية البناء التى تواكب تأسيس مصر الحديثة، على شاكلة ما فعل محمد على باشا الكبير الذى اهتم ببناء الإنسان المصرى بعد القيام بثورة تعليمية من خلال البعثات المصرية التى كانت تسافر إلى أوروبا وتعود بفكر وثقافة جديدة قادرة على إحداث ثورة حقيقية فى نظم التعليم حينذاك.

وفى مصر الحديثة الآن، وفى ظل قيادة سياسية رشيدة وفى ظل إصرار المصريين على تغيير نظم التعليم الفاسدة، قد آن الأوان لإحداث الثورة التعليمية المطلوبة، ثورة فى إعداد وتأهيل المعلمين القادرين على بناء الإنسان الجديد الذى يعمل فى الدولة الحديثة، وثورة على المناهج الدراسية البالية المتخلفة التى لا تتواكب مع أى تطور.. فى الدولة الحديثة يجب أن تكون النهضة التعليمية هى المفتاح الرئيسى الذى يفتح آفاق التنمية والنمو الحقيقى لأى نهضة، ومن المهم فى هذا الشأن أن تتواكب العملية التعليمية التى تكرس لبناء الإنسان متمشية مع متطلبات البناء الجديدة، ولذلك لابد أن يكون هناك الصانع الماهر والعامل الفنى الماهر، وليس الأمر مجرد شهادات تعلق على جدران غرف الصالونات بدون استفادة علمية للمجتمع من الذين حصلوا على هذه المؤهلات الدراسية.

فى ظل عملية بناء الدولة الحديثة يجب أن تكون فى مصر المدارس الفنية اللائقة بعملية البناء وليست بالشكل الموجود حالياً، فإذا أردنا خريجين فى مجال التكييف والتبريد على سبيل المثال، لابد أن تكون عند هؤلاء الخريجين الرغبة الأكيدة فى العمل كفنيين لهذه الحرفة، لا مجرد دبلوم فنى حصل عليه الخريج ودمتم!.. المتطلبات التى يحتاجها سوق العمل طبقاً لخطة بناء الدولة، هى التى تحدد المدارس الفنية، وليس إعداد مدارس تخرج الملايين دون أن يجدوا عملاً ودون الحاجة إليهم!

ويجب أن يختفى من قاموس حياتنا تعبير «مؤهل وخلاص» أمام الناس.. فهذا لا يتوافق ولا يسير مع خطة البناء التى يجب أن تكون عليها مصر الحديثة.

منذ نعومة أظافر الطفل، يجب أن يتم تحديد هويته، والاتجاه العلمى الذى سيتأهل له طبقاً لخطة البناء، وهذا معمول به فى كل بلاد الدنيا المتقدمة وصاحبة أية نهضة، أما نظام العشوائية الذى يسود فى نظمنا التعليمية ومناهجنا الدراسية فهذا مرفوض تماماً فى الدولة الحديثة التى يحلم بها كل المصريين، بالإضافة إلى وجود كارثة حقيقية لا أحد يلتفت إليها، وهى ما يسمى مكتب التنسيق للقبول بالجامعات والمعاهد الذى يحدد مستقبل الأجيال رغم أنف أى مواطن، فقد يكون من بين المتقدمين للتنسيق نابغة أدبية، ويجد نفسه يقوم بدراسة الطب والهندسة وكذلك العكس، وقد يكون من المتقدمين متفوق فى الرياضيات، ويجد نفسه دارساً لأصول التربية فى معاهدها الدراسية.. الأمر العشوائى لمكتب التنسيق القائم على تحصيل درجات فى الثانوية هو الذى يحدد مستقبل الخريج.. ولذلك لا نعجب من كثرة الخريجين الذين لا يجدون فرصة عمل لسببين، الأول أن الاحتياج لهذا الخريج فى وظيفة غير موجودة أصلاً، والثانى هو عدم تطابق وحاجة هذا الدارس لما هو متوفر فى سوق العمل!

كفى ما مر من وقت ويجب القيام بثورة تعليمية، حتى نضمن بناء المصرى الجديد فى مصر الجديدة.. وكفى ما حدث من مهازل دامت عقوداً كثيرة من الزمن.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد