عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دفعنى الحزن الذى عم ربوع مصر بعد سماع نبأ استشهاد جنودنا فى كمين العريش الى العودة الى كتب أيان أوفرتون «ثمن الجنة: كيف غيّر المفجر الانتحاري العصر الحديث» the price of paradise والذى أراه بمثابة عملية رصد تقنية لأرقام هامة تخص تلك النوعية من الإرهاب، الذى قد يدفعون حياتهم أثناء تلك العمليات، ولكن يقومون بذلك إيمانا منهم بأنه طريق الخلاص، وللأسف إن من بين أسوأ حوادث التفجير العشر التي شهدها العالم ما بين عامي 2011 و2018 حدثت سبعة منها بفعل مفجرين انتحاريين. وأن هناك أكثر من 13500 هجمة انتحارية منذ استخدامها للمرة الأولى. وبالطبع أكثر من 90% من الهجمات الانتحارية قام بها الرجال وتسعة أعشار ضحاياهم من الرجال أيضاً. وهناك ما يقرب من 55 دولة عانت من التفجيرات الانتحارية. ومن أبشع الحقائق أن أصغر مفجر انتحاري بلغ عمره أربع سنوات وبالكاد تمكن من حمل الحزام القاتل الملتف حوله، وكان أكبرهم سناً 72 عاماً. والمفجرون الانتحاريون ينتمون إلى الديانات الإسلامية والبوذية والمسيحية والهندوسية والشنتوية، وهناك يهودى واحد بينهم  ولكن قنبلته لم تنفجر. ولقد تحول موقع أول تفجير انتحاري في العالم إلى كنيسة المخلص على الدم المسفوح في سانت بطرسبرج. ومن الأحداث المؤسفة تاريخيا قيام طفل إيراني 13 عاما في يوم 30 أكتوبر من عام 1980 بتفجير نفسه في مواجهة الجنود العراقيين المتقدمين نحوه مستخدماً قنبلة يدوية. وقامت إيران بعد ذلك بإطلاق اسمه على العديد من الطرق والمستشفيات والمدارس وشيدت نصباً تذكارياً مذهباً تخليداً لذكراه. ولقد أدى هذا الى انضمام أكثر من 52000 إيراني إلى الوحدات التى تدعى أنها استشهادية عبر البلاد بعيد نشوء ما غسلوا به عقول الناس بأنه قدوة «التضحية الاستشهادية» في العالم الإسلامي. وللأسف أن ما يقرب من 3000 هجوم انتحاري ما بين عام 1980 و2017 كان في الشرق الأوسط أودت بحياة 32000 شخص وجرحت 76000 فرد أي ما يعادل نصف عدد الهجمات الانتحارية على مستوى العالم. لكن بالطبع ان أحداث 11 سبتمبر تقدم على أنها أعظم قتل جماعي مشهود في تاريخ العالم. والغريب أن تنظيم القاعدة قبل 11 سبتمبر كان مكونا من 400 رجل. ويضم اليوم 20000 شخص في سوريا و10000 شخص في الصومال و5000 في ليبيا واليمن من بين آخرين في الساحل والمغرب وأندونيسيا وجنوب أفريقيا.

ولقد ثبت أن السبب الرئيسي لتحول شخص ما إلى التفجير الانتحاري نتيجة لمزيج من عوامل خارجية ودوافع داخلية سيكولوجية تدفعهم إلى موتهم العنيف المريع، مع تفاقم عوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي ومستوى التعليم الدوافع الدينية والسيكولوجية الراهنة. ويأتي المفجرون الانتحاريون غالباً من خلفيات فقيرة وتكون لديهم نزعات انتحارية أو عنيفة؛ لأنه إذا اتخذت قراراً بالموت فسوف تميل للرأي الذي يسهل عليك ذلك الفعل وتنطلق نحو تلك الغاية. وتشبه أشرطة «داعش» الدعائية كثيراً لعبة «نداء الواجب» الإلكترونية، حيث يكون الموت فرصة للبداية من جديد. والعجيب أن بعض المفجرين الانتحاريين يتناولون عقاقير «مخدرة» نفسية مضادة للقلق مثل «كبتاجون» و«زولام» و«بنتوثال» قبل قيامهم بتلك العمليات. وللأسف أن المفجر الانتحاري بالنسبة للسلفي والوهابية  يعد بمثابة الفارس في العصور الوسطى الذي يلقي بنفسه في خطوط العدو بكل بسالة وهو يعلم يقيناً أنه لن ينجو. ولكن يبقى السؤال الأهم: كيف تستطيع «داعش» في عام 2017 القيام بعشرات الهجمات باستخدام الطائرات من دون طيار «الدرون» وبدقة مزعجة؟ خاصة أن ذلك بمثابة التحول الرهيب فى عالم التفجيرات الانتحارية، لأن هذا يؤكد أن ما يحدث دوما فى تلك العمليات الارهابية يقف خلفه قوة امبريالية عالمية