عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ترتبط ظواهر التطرف والتعصب والعنف و الكراهية عادة بشريحة الشباب ، نظرًا لما يعانونه من بعض المتاعب والأزمات المرتبطة بحجم خبراتهم  في تلك المراحل وعلاقاتهم بمجتمعاتهم الصغيرة والأكبر نسبيًا، وعليه يجب الذهاب بسماحة وأفق مفتوح نحو فتح المجال العام أمامهم ، وملء حالة الفراغ السياسي التي يعيشها قطاع كبير من الشباب، والتوجه بموضوعية نحو تحديد الرسائل السياسية والإعلامية التي تسعى الدولة لإيصالها لمواطنيها في مجال محاربة التطرف، وعليه كانت ضرورة استحداث البنيان المؤسسي المنوط به التعامل مع ظواهر التطرف والإرهاب بإنشاء المجلس القومي لمكافحة التطرف والإرهاب، وإعداد البرامج المتكاملة للتعامل مع العائدين من داعش وغيرهم ، والتأكيد المستمر على عناصر القوة الناعمة المصرية في مجال مكافحة التطرف.

ولا بد من مراجعة مفهوم الخطاب الديني، والتحديات التي تواجه تجديد الخطاب الديني، فهي مواجهة بمقتضاها يتم تحويل الفكر الديني من حديث متردد ومثير للجدل والاختلاف حول المعتقدات والطقوس فقط، إلى اعتبار الدين قوة دافعة في تغيير مسار المجتمع. لا بد من النظر إلى التدين والمتدينين ودراسة تلك العلاقة بموضوعية، ودعونا نتحرك نحو تقديم خطابات دينية تحرر الإنسان، وهو ما يمكن تسميته بالتدين المتعايش مع فرضيات إنسانية ومجتمعية.

لا شك، أن أي خطة وطنية ناجحة لمكافحة التطرف وممارسة العنف، ينبغي أن تنبني على فهم دقيق للأسباب التي تدفع الأفراد والجماعات إلى انتهاج هذا الطريق، ولطالما أن السلطات صاحبة القرار في أي دولة لا تدرك هذه الأسباب بدقة أو تخطئ في تقدير أولوياتها، لن تحقق الخطط التي تضعها من أجل مكافحة التطرف ثمارها بالضرورة.

لقد كان  ظهور جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها والمقدمة  جماعة الإخوان المسلمين، ورفضهم فكرة الدولة الوطنية الحديثة، وعملهم المستمر وبحماس في نشر ثقافة التطرف في المجتمع المصري منذ العقد الثاني لظهورها في العام 1928، يقول الباحث الرائع أحمد بان إن الجماعة قدمت مجموعة من الأفكار التي جسدت مشروعًا تفكيكيًا للدولة الوطنية، من شأنه أن يعيد إنتاج القضايا التي تفرق الأمة وتجعل المفاضلة بينها على أساس المعتقد الديني وليس على أساس المواطنة الواحدة، كما أطلقت سهامها نحو بنى الدولة الوطنية من أجل تعزيز ثقافة معادية للدولة الحديثة ولمؤسساتها.

لا بد من دراسة العلاقة بين الجوانب النفسية والمجتمعية والتطرف، حيث تبين أن العمليات النفسية تساعد على التطرف بشكل كبير من خلال اقترابات ناعمة محترفة نحو الأفراد والمجتمعات المعتدلة لدفعهم نحو التطرف، كما تعمل على زيادة التطرف للأفراد والجماعات  ليصل إلى التطرف العنيف إلى حد ممارسة الإرهاب.

ويؤكد الدكتور محمود أحمد عبداللـه، الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن قواعد البيانات تحظى بأهمية ملحوظة للمعنيين في حقل دراسات التطرف والإرهاب، حيث تمكنهم من التعرف على حجم وانتشار التطرف، وأماكن تركزه والعناصر المشتركة فيه، علاوة على العناصر المستهدفة منه، سواء كانت بشرًا أو مؤسسات، والأسلحة المستخدمة، حيث تمكن الباحثون من وضع خريطة للإرهاب في المناطق محل البحث...ويبقى السؤال: من يضع الجرس في رقبة القط؟! من يقوم بربط ما تقدم بما ينبغي أن يكون؟!

[email protected]