رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

بالذمة هل توجد قوة على ظهر الأرض، تستطيع أن تقهر الشعب المصرى أو تكسر جيشه وشرطته، وهو حاصل على أعلى درجات العشق لتراب الوطن ومحافظ على هذا التفوق رغم ما يواجهه من صراصير تحاول أن تعكر صفو ذوبانه وهيامه فى المعشوقة مصر.

المصريون حولوا حب الوطن الى فرض عليهم يفتدونه بقلوبهم وعيونهم، وخذ برهاناً حديثاً على هذا الحب قدمه الشهيد الملازم أول عمر القاضى بطل معركة كمين العريش، «القاضى» تخرج فى كلية الشرطة عام 2017 وحيد أمه بعد وفاة والده، وهو طالب فى الكلية. مع  انطلاق  تكبيرات العيد فوجئ القاضى بهجوم الإرهابيين على الكمين، وتبادل ومعه زملاؤه إطلاق الرصاص على أهل الشر، وقتلوا خمسة وسقطوا هم شهداء، الشهيد البطل عمر القاضى قبل أن يلحق بالشهداء، وجه رسالة الى أمه التى كانت تستعد لاستقبال رسالة منه يقول لها فيها «كل سنة وإنتي طيبة يا ست الحبايب» قال لها فيها «متزعليش يا أمى ابنك مات راجل» وأوصى زملاءه قائلاً: «خلوا بالكم من أمى ومتنسوش تدعوا لى»، الشهيد القاضى مش خايف من الموت، خوفه من أمه تقول عليه أنا مخلفتش راجل اذا جزع من الإرهاب، وخاف من الرصاص وقال يا روح ما بعدك روح.

خلص الرصاص من البطل، وواجه الموت  بصدره بعد أن أخذ بحق زملائه، من حق الشهيد علينا ونحن نزفه الى الجنة أن نمنحه حقه.. إنت راجل وأب راجل ووفيت بالوعود، من قال إن الشهيد القاضى مات ولم يحتفل بالعيد، لا طبعا هو احتفل فى مكان أفضل، احتفل فى السماء مع شهداء سبقوه الى الجنة، التقى هناك فى الفردوس الأعلى الشهداء منسى، وطاحون، وعبدالمقصود والمرجاوى، وفراج وساطع  وعشرات  غيرهم أحياء عند  ربهم يرزقون، انضم اليهم القاضى ضيفاً عزيزاً كانوا يستبشرون به، الشهداء يستبشرون بالذين يأتون بعدهم، وكانوا فى انتظار الشهيد القاضى وزملائه فى كمين العريش، واحتفلوا معهم بعيد الفطر فى عليين بعد أن أدوا الرسالة، وتركوا الامانة فى أيدى زملائهم.

بالتأكيد الشهيد القاضى، التقى فى الجنة أيضاً إسلام مشهور أول شهيد فى حادث الواحات، وطمأنه على أسرته، وبالمناسبة السيدة سوزان مشهور والدة الشهيد الرائد إسلام مشهور، احتفلت بعيد الفطر بأسلوب مختلف كانت سعيدة وزالت الغصة من  حلقها بعد القبض على الإرهابى الندل والخسيس هشام عشماوى الرأس المدبر لعملية الواحات التى استشهد فيها إسلام، كان أول تعليق للسيدة سوزان بعد القبض على الإرهابى فى ليبيا وإعادته الى مصر: حق ابنى عاد، والنار بردت فى صدرى، أول أيام عيد الفطر اصطحبت السيدة سوزان مشهور ابنتيها رشا وريهام ووالدهما اللواء محمد مشهور، وذهبوا لزيارة قبر إسلام فى مقابر الأسرة بمدينة طنطا، أخذت السيدة سوزان معها الكعك والحلوى وقامت بتوزيعه على الأطفال، وهى جالسة أمام قبر إسلام همست فى أذنه قائلة: نام وارتاح حقك رجع، وسلملى على الشهدا اللى معاك، كانت السيدة سوزان  مشهور، وهى فى طريقها لزيارة إسلام قد علمت بخبر الاعتداء الإرهابى على كمين العريش، وقبل أن تصل الى مقبرة ابنها كان شهداء الكمين قد سبقوها، والتقوا مع إسلام، ورووا له قصة استبسالهم، وإصرارهم على الشهادة رغم حصدهم أرواح خمسة إرهابيين، قالت أم إسلام للشهيد: بلغ سلامى للشهداء الجدد والقدامى.

السيدة سوزان كانت بالفعل تكلم الشهيد، قالت له: إحساسى بيك إنى باحضنك وتقول لى كل سنة وإنتى طيبة يا أمى، السيدة سوزان، ورشا وريهام، نظفوا أرض المقبرة، ووضعوا الورود وودعوا إسلام، وعادوا للمنزل يتابعون أخبار الأبطال الذين استلموا الراية من اسلام، وزملائه.

الأخبار كانت تؤكد أن قوات الجيش والشرطة تواصل تنفيذ العملية سيناء، واقتصت لشهداء كمين العريش فى أقل من «24» ساعة بمقتل أكثر من «14» إرهابياً جديداً، ولن تتوقف عمليات التمشيط، ولن يهدأ الأبطال إلا بعد تطهير سيناء بالكامل من أهل الشر، كما أكدت الأخبار أن أهل الشر فشلوا فى أن يتحولوا إلى خميرة عكننة لتبويظ عيد الفطر على المصريين، فالاحتفالات  بالعيد  متواصلة، والروح المعنوية عالية، لأن هذا الشعب هو الذى أنجب لمصر، الجيش المصرى وشرطته المصرية، وقال لهما: هاتوا حق البلد، ونحن من خلفكم، ولو مات منكم اليوم شهيد فهناك ألف بيتولد، لن ينكسر شعب مصر، وعاش جيشه وشرطته.