عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية:

مرت أمس الأربعاء الذكرى الـ 52 لنكسة يونيو 1967 أكبر هزيمة عسكرية عرفتها مصر والعرب فى العصر الحديث، وقد اصطلح على تسميتها نكسة لكنها فى الحقيقة أم الهزائم والنكبات وبداية الانهيار للوطن العربى الكبير، حتى صارت الأوضاع إلى ما آلت إليه الآن رغم انتصار أكتوبر 1973 والذى أجهض باتفاقية فك الاشتباك الأولى والثانية، ثم معاهدة السلام بشروطها المجحفة لمصر رغم أنها المنتصر فى الحرب، وتبدو الذكرى الـ 52 لهزيمة يونيو 1967 فرصة لالتقاط الأنفاس ومقارنة الأوضاع بينها وبين الوضع الحالى فى 2019، ومما يمكن قراءته هنا التالى:

ـ فى يونيو 1967 كانت مصر تخوض حربين الأولى فى اليمن والثانية فى سيناء ضد إسرائيل، والحقيقة أن الحرب فى اليمن استنزفت الاحتياطى الذهبى لمصر، وخسرت مصر آلاف الجنود فى تلك الحرب وقد أدى تواجد جزء كبير من الجيش المصرى فى اليمن إلى هزيمة الجيش المصرى ضد إسرائيل فى يونيو 1967، وحاليًا تخوض مصر حربًا لا هوادة فيها ضد الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود الغربية مع ليبيا، كما تقوم مصر بتأمين حدودها الجنوبية مع السودان بعد سقوط البشير، واندلاع الثورة فى الخرطوم، وتشكيل مجلس عسكرى انتقالى لحين تسليم الحكم إلى حكومة مدنية منتخبة، وبالتالى وضع مصر الآن ليس أفضل حالاً من يونيو 1967، بل يمكن القول إن الوضع الحالى أسوأ، حيث تخوض مصر حربين فى وقت واحد الحرب الأولى ضد الإرهاب والحرب الثانية للبناء وإصلاح البنية التحتية وتطوير الطرق وإنشاء المرافق العامة للدولة على أسس عصرية تواكب التكنولوجيا الحديثة.

ـ إسرائيل الطرف الثانى من معادلة 1967 ـ 2019، والحقيقة أنه رغم انتصار إسرائيل فى حرب يونيو 1967، إلا أنها تبدو أسوأ حالاً الآن، حيث فشلت صفة القرن التى يروج لها الرئيس الأمريكى ترامب قبل اعلانها رسميًا بعد الانتخابات الإسرائيلية، كما أن إسرائيل فشلت فى إخراج الوجود العسكرى الايرانى من سوريا دعمًا للرئيس بشار الأسد ضد الفصائل الاسلامية المسلحة وأشهرها داعش، وفوق هذا أصبح حزب الله اللبنانى أكثر خطرًا على إسرائيل الآن أكثر من أى وقت مضى، كما طورت منظمة حماس صواريخها ضد المستوطنات الإسرائيلية، وبالتالى باتت إسرائيل فى وضع أسوأ من حرب يوم الغفران فى أكتوبر 1973، كما اعترف بذلك خبراء عسكريون إسرائيليون سابقون.

 أما الأردن وسوريا ولبنان وهى بقية الدولة العربية فى حرب يونيو 1967، فيبدو وضعها أسوأ بمراحل من يونيو 1967، حيث الأردن على أعتاب أزمة اقتصادية طاحنة، ولبنان مهدد بالحرب مع إسرائيل فى أي لحظة، خصوصًا مع تصاعد وتيرة التهديدات بين أمريكا وإيران عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى مؤخرًا، وحظر بيع النفط الإيرانى ليصل إلى الصفر، أما سوريا، فهى تخوض حربًا أهلية للبقاء منذ سنوات مع اندلاع الربيع العربى فى 2011.