رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

لكل أمة من الأمم ولكل شعب من الشعوب أيام للفرح والبهجة والسرور يتنسمون فيها الإحساس الجماعى بمشاعر الحب والسعادة والوئام، ويحاولون خلالها نسيان المشاكل وأوجاع الحياة مهما كثرت واشتدت وطأتها عليهم. وتأتى الأعياد والمناسبات الدينية فى مقدمة الأعياد التى يحتفى بها اتباع الديانات المختلفة، وتحظى بمكانة خاصة لدى كل منهم. ويحتل عيد الفطر وعيد الأضحى المباركان مكانة سامية لدى كل المسلمين فى كل بقاع الأرض، كما يحتفى اتباع الديانة المسيحية بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وعيد القيامة المجيد. ولا يختلف الأمر مع اتباع الديانات الأخرى كاليهودية والبوذية والهندوسية، فلكل منهم أعياد مختلفة يحتفون بها. ولا يقتصر الأمر على الأعياد المرتبطة بالأديان، ولكن هناك أعيادا يحتفى بها أبناء الشعوب المختلفة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.

ومن أمثلة هذه الاعياد عيد شم النسيم الذى يحتفل به كل المصريين منذ القدم على اختلاف دياناتهم، كما يتوحد الأمريكيون من كل الأديان والعقائد والملل، فى الاحتفاء بعيد الشكر. وترتبط الأعياد دائما بألوان معينة من الطعام. فيرتبط عيد الفطر المبارك بمختلف انواع الكعك، وعيد الأضحى المبارك بلحم الضأن وغيره من اللحوم، وعيد شم النسيم بالفسيخ والرنجة، وعيد الشكر الأمريكى وعيد الميلاد المجيد بالديك الرومى، وهكذا نجد نفس الامر مع سائر الاعياد. فلا شك أن الطعام أحد مباهج الحياة، ويلتقى مع الأعياد فى أن كلا منهما يهدف إلى تحقيق السعادة للإنسان.

وتتميز الأعياد بأنها تشيع جوا من البهجة والسرور على كل البشر فى نفس الوقت. فكل الناس ترتدى أجمل ملابسها وتضع أجمل زيناتها وترسم على وجوهها احلى البسمات، فالكل فى عيد ويريد من أعماق قلبه ان يكون سعيدا وان يسعد الآخرين. ونظرا لأننا نعيش الآن أجواء بهجة عيد الفطر المبارك أعاده الله على حضراتكم جميعا بالخير والبركات، فينبغى علينا جميعا ان نتحلى بروح العيد، خاصة أنه أتى فى ختام شهر رمضان، شهر الصوم والبركات. وإذا كانت أيام الشهر الفضيل أياما للعبادة وفعل الخيرات، سعى فيها الجميع إلى الفوز بمرضاة الله، سواء عن طريق الاجتهاد فى جانب العبادات من صوم وصلاة واجتناب المعاصى، والإحسان عن طريق الزكاة والصدقات، أو العمل على تحقيق المقاصد العليا للدين، بنشر الفضائل والعمل على إسعاد الآخرين كلما وجد إلى ذلك سبيلا، فإنه ينبغى أن تكون أيام العيد وما يليها من أيام مناسبة لتأكيد روح الفضائل التى غرسها الشهر الفضيل فى النفوس. فالعطف على الفقراء ومد يد العون والمساعدة لهم يجب أن تستمر طوال أيام العام، كذلك يجب مواصلة الأخذ بيد المرضى ومساعدتهم على اجتياز محنة المرض سواء ماديا أو معنويا. ما غرسه رمضان فى الضمائر يجب أن يستمر فى الأعياد وما بعد الأعياد لأنه يجب أن يتحول إلى سلوك بشرى معتاد. فهكذا يريد الله لنا ان نشعر ونحس ونسلك فى هذه الحياة حتى ننعم بما اعده للمؤمنين والصالحين فى الحياة الآخرة التى نطمح جميعا إلى الفوز بها.

وإذا كانت الأعياد مناسبة للاستمتاع بمباهج الحياة من طعام وشراب ولباس، فإنها توفر فرصة طيبة لمراجعة النفس للتعرف على ما نقوم به من أفعال والحكم بموضوعية ونزاهة هل نحن راضون عن أنفسنا؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب نسأل عن نسبة هذا الرضا. ولا شك أننا سنجد أن هناك مساحة من عدم الرضا تحتاج إلى إصلاح حتى نكون راضين عن أنفسنا كل الرضا. فالأعياد فرصة للتصالح مع النفس قبل التصالح مع الاخرين. وهى فرصة لكى تعلم أن المبادر إلى مد يد المصالحة مع الغير هو الفائز برضا النفس ورضاء الله. فلننتهز جميعا هذه الفرصة ولنسرع بفعل الخيرات وإشاعة المحبة والسرور بين الناس حتى نشعر بحلاوة العيد.