قبل أن أبدأ مقالى ، يسعدنى أن أتقدم بأطيب التهانى وأرق الأمانى إلى الأمة العربية والاسلامية - بصفة عامة – والشعب المصرى - بصفة خاصة ، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، أعاده الله علينا بالصحة والسعادة والسلامة من كل سوء .
اليوم 6 يونية ، هو ذكرى مذبحة يونية 1967 ، وقد يتعجب البعض ، من اننى وبعد مرور ما يزيد على خمسين عاما ، أعود للكتابة عن هذه الفاجعة ، التى ألمت بنا جميعا – فى ذاك الوقت . ولكن ، ما يعنينى هو أن اذكر الجميع أن السبب الرئيسى لتلك الفاجعة كان – فى تقديرى – هو الغرور الذى اعتلى الحاكم آنذاك ، حينما توهم من نفسه شيئا ، نتيجة وقوف القوات الروسية – فى ذلك الوقت – الى جانبه فى كل خطوة يخطوها ، فكانت هى التى تمده بالسلاح والتدريب .
لقد نسى الرئيس عبد الناصر – آنذاك - أن اسرائيل هى امريكا وأن امريكا هى روسيا ، وأن روسيا وامريكا لا يمكن ان يختلفا لصالح دولة صغيرة مثل مصر . وبالفعل فقد اعلن عبد الناصر – آنذاك - ان السفير الروسى جاءه يوم 5 يونية الساعة الثالثة فجرا ، واصر على ايقاظه من نومه لمقابلته ، وطلب منه عدم الاعتداء على اسرائيل والا لن يقف الجيش الروسى الى جانبه ، وهكذا تمكنت القوات الاسرائيلية من مباغتة قواتنا المسلحة ، فشنت هجماتها – آنذاك - على كافة مطاراتنا ، كما قامت بدك كافة منصات الصواريخ ، وبالتالى اصبحت قواتنا المسلحة مكشوفة تماما للطيران الاسرائيلى ، فدمرتها تماما بما فى ذلك القوات البحرية .
المهم ، ان الحرب - عملا وفعلا - انتهت فى 48 ساعة وهما يومى 5 ، 6 يونية 1967 ، فكان هذان اليومان كفيلين بتدمير قواتنا المسلحة ، حينها فقدنا الالاف من خيرة رجالنا ما بين شهيد وجريح ومفقود ، كما راحت الاموال التى ادخرتها مصر للإنفاق منها على العتاد الحربى ، فكانت فاجعة 1967 أشبه بالمذبحة ، حتى كرامتنا لطخت فى الطين .كل ذلك بسبب غرور الرئيس عبد الناصر ، حينما تصور أن بإمكانه غلق مضيق العقبة امام البواخر الاسرائيلية ، فكانت البداية لحرب 1967 .
اقول هذا وأنا فى حيرة من أمرى ، فمصر الان تمر بظروف غاية فى الحساسية والخطورة ، فنحن الان محاطون من كل جانب بالتوترات والارهاب والتهديدات ، سواء فى الجنوب عن طريق الاحداث المؤسفة التى تقع فى السودان ، أو فى الغرب نتيجة الاقتتال بين القوات المسلحة الليبية وبعض المتمردين المدعومين من القوات التركية من ناحية والمعونات القطرية من ناحية أخرى ، وفى الشرق حماس وعلاقتها الوطيدة بإخوان الشياطين وكذا علاقتها المشبوهة بإسرائيل .
كل ما أتمناه .. أن تمر هذه الاحداث على خير ، فمصر هى أهم دولة فى المنطقة ، خاصة بالنسبة للمخطط الغربى المعروف بالربيع العربى ، ذلك المخطط الذى أرادوا به تدمير المنطقة العربية كلها وتحويلها الى دويلات صغيرة يسهل على اسرائيل السيطرة عليها مستقبلا . انا لا اشك قيد أنملة فى ان امريكا وحلفاءها من الدول الغربية يعلمون تماما من هى الدول التى تساند الارهاب لكى ينشر الحرب والدمار فى منطقتنا العربية ، ورغم ذلك فإنهم لا يحركون ساكنا ، بل بالعكس ربما يكونون هم الذين يقفون خلفهم من وراء الستار .
ادعو الله عز وجل .. أن يلهم الرئيس السيسى الصواب والحكمة ، وألا ينسى أن هناك شبه إجماع غربى على تنفيذ مخططهم المسموم على كافة دول الشرق الاوسط بما فيها مصر ، ومن ثم فالتصرف الحكيم فى أن تكون بقدر الامكان علاقتنا طيبة بالدول الغربية، ربما تغير من وجهة نظرها أو تكف عن محاولتها تخريب وتدمير منطقة الشرق الاوسط .
حمى الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والمتآمرين والكارهين ، وألهم رئيسنا الصواب .
وتحيا مصر .