عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

قبل أن أبدأ مقالى ، يسعدنى أن أتقدم بأطيب التهانى وأرق الأمانى إلى الأمة العربية والاسلامية - بصفة عامة – والشعب المصرى - بصفة خاصة ، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، أعاده الله علينا بالصحة والسعادة والسلامة من كل سوء .

اليوم  6 يونية ، هو ذكرى مذبحة يونية 1967 ، وقد يتعجب البعض ، من اننى وبعد مرور ما يزيد على خمسين عاما ، أعود للكتابة عن هذه الفاجعة ، التى ألمت بنا جميعا – فى ذاك الوقت . ولكن ، ما يعنينى هو أن اذكر الجميع أن السبب الرئيسى لتلك الفاجعة كان – فى تقديرى – هو الغرور الذى اعتلى الحاكم آنذاك ، حينما توهم من نفسه شيئا ، نتيجة وقوف القوات الروسية – فى ذلك الوقت – الى جانبه فى كل خطوة يخطوها ، فكانت هى التى تمده بالسلاح والتدريب .

لقد نسى الرئيس عبد الناصر – آنذاك - أن اسرائيل هى امريكا وأن امريكا هى روسيا ، وأن روسيا وامريكا لا يمكن ان يختلفا لصالح دولة صغيرة مثل مصر . وبالفعل فقد اعلن عبد الناصر – آنذاك - ان السفير الروسى جاءه يوم 5 يونية الساعة الثالثة فجرا ، واصر على ايقاظه من نومه لمقابلته ، وطلب منه عدم الاعتداء على اسرائيل والا لن يقف الجيش الروسى الى جانبه ، وهكذا تمكنت القوات الاسرائيلية من مباغتة قواتنا المسلحة ، فشنت هجماتها – آنذاك - على كافة مطاراتنا ، كما قامت بدك كافة منصات الصواريخ ، وبالتالى اصبحت قواتنا المسلحة مكشوفة تماما للطيران الاسرائيلى ، فدمرتها تماما بما فى ذلك القوات البحرية .

المهم ، ان الحرب - عملا وفعلا - انتهت فى 48 ساعة وهما يومى 5 ، 6 يونية 1967 ، فكان هذان اليومان كفيلين بتدمير قواتنا المسلحة ، حينها فقدنا الالاف من خيرة رجالنا ما بين شهيد وجريح ومفقود ، كما راحت الاموال التى ادخرتها مصر للإنفاق منها على العتاد الحربى ، فكانت فاجعة 1967 أشبه بالمذبحة ، حتى كرامتنا لطخت فى الطين .كل ذلك بسبب غرور الرئيس عبد الناصر ، حينما تصور أن بإمكانه غلق مضيق العقبة امام البواخر الاسرائيلية ، فكانت البداية لحرب 1967 .

اقول هذا وأنا فى حيرة من أمرى ، فمصر الان تمر بظروف غاية فى الحساسية والخطورة ، فنحن الان محاطون من كل جانب بالتوترات والارهاب والتهديدات ، سواء فى الجنوب عن طريق الاحداث المؤسفة التى تقع فى السودان ، أو فى الغرب نتيجة الاقتتال بين القوات المسلحة الليبية وبعض المتمردين المدعومين من القوات التركية من ناحية والمعونات القطرية من ناحية أخرى ، وفى الشرق حماس وعلاقتها الوطيدة بإخوان الشياطين وكذا علاقتها المشبوهة بإسرائيل .

كل ما أتمناه .. أن تمر هذه الاحداث على خير ، فمصر هى أهم دولة فى المنطقة ، خاصة بالنسبة للمخطط الغربى المعروف بالربيع العربى ، ذلك المخطط الذى أرادوا به تدمير المنطقة العربية كلها وتحويلها الى دويلات صغيرة يسهل على اسرائيل السيطرة عليها مستقبلا . انا لا اشك قيد أنملة فى ان امريكا وحلفاءها من الدول الغربية يعلمون تماما من هى الدول التى تساند الارهاب لكى ينشر الحرب والدمار فى منطقتنا العربية ، ورغم ذلك فإنهم لا يحركون ساكنا ، بل بالعكس ربما يكونون هم الذين يقفون خلفهم من وراء الستار .

ادعو الله عز وجل .. أن يلهم الرئيس السيسى الصواب والحكمة ، وألا ينسى أن هناك شبه إجماع غربى على تنفيذ مخططهم المسموم على كافة دول الشرق الاوسط بما فيها مصر ، ومن ثم فالتصرف الحكيم فى أن تكون بقدر الامكان علاقتنا طيبة بالدول الغربية، ربما تغير من وجهة نظرها أو تكف عن محاولتها تخريب وتدمير منطقة الشرق الاوسط .

حمى الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والمتآمرين والكارهين ، وألهم رئيسنا الصواب .

وتحيا مصر .