رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

لا أقصد موجة إذاعة القرآن الكريم التى تأتى بصعوبة، بسبب التشويش عليها  رغم شرائى راديو جديدا ومازال التشويش مستمرا ، ولكن ما اقصده هو موجة التبرعات التى اجتاحت الاذاعة هذه الأيام، والتى جعلتها لا تختلف عن القنوات الفضائية بأى صورة من الصور مع كامل احترامنا اذا كانت هذه الإعلانات مجانية او مدفوعة الأجر، ولكن ما نقصده هو أن إذاعة القرآن الكريم اذاعة ذات خصوصية وقدسية لدى المستمع المصرى والعربى منذ نشأتها وعلى مدار تاريخها لم تخالط  برامجها او القرآن المرتل أو المجود أو المتلو بها  أية برامج او نشرات أو اغانٍ دينية حتى لو كانت بدون معازف، ولكن هذه الأيام ازدادت بشدة فواصل الاعلانات عن التبرعات للجمعيات والمستشفيات والمؤسسات والمساجد بطريقه مملة تخرجك من حالة السمو والطمأنينة والخشوع أثناء سماع القرآن أو الأحاديث الى نغمة واحدة وهى نغمة اتبرع لو بجنيه، ضع القليل على القليل يصبح  كثيرا، صدقتك لدار كذا ودار كذا، نحن نقبل التبرعات على حساب كذا وكذا او الاتصال على الرقم الفولانى وسيصل اليك مندوبنا لحد باب البيت رغم أن المستمع المسكين اعرض عن اعلانات التليفزيون بسبب موجات التسول التى اجتاحت جميع القنوات والإشارات المرورية والمساجد والوزارات  والمنازل والهواتف وعدد كبير من  هذه الجمعيات التى صدعت رؤوسنا ليل نهار بنغمة علاج طفل السرطان وعلاج مرضى الفشل الكلوى وبناء المنازل تمتلك جيشا من موظفى العلاقات العامة والصحفيين والإعلاميين وتجهز  لهم وسائل تنقلاتهم لحضور وتغطية المؤتمرات وحفلات الغداء والعشاء بأفخم الفنادق ولا ندرى ما حاجتهم   لإذاعة القران الكريم التى تذكرنا بالزمن الجميل  والتى حددت لكل جمعية أو مؤسسة أو مستشفى او دار عدة دقائق على مدار اليوم  تذاع بطريقة من العشوائية وعدم التنسيق، فتارة نجد المتحدث سيدة تتحكم فى طبقات احبالها الصوتية ارتفاعا وانخفاضا لتتفوق على من سبقها وتارة اخرى تجد المتحدث كهلا تخرج الكلمات من فمه بصعوبة ونخشى عليه الا يكمل الاعلان ويلقى ربه من صعوبة حالته وتارة ثالثة تجد المذيع المحترف الذى يتفوق على أقرانه وهو يقول لك... اتبرع بصدقتك فى جميع البنوك المصرية وعن طريق شركات المحمول كاش والمستمع المسكين اختلط عليه الأمر ولا يدرى لمن يعطى صدقته  ولمن يتبرع خصوصا أن هذه المؤسسات فى ازدياد يومى وجميعها تتنافس على كعكة إذاعة القرآن الكريم المسموعة ولا يجد المستمع المسكين بدا من منح صدقته لمن يطرق بابه سواء كان يستحق أو لا يستحق ولسان حاله يقول افضل لى أن اعطيها لمتسولين  ملابسهم رثة ومظهرهم متواضع بدلا من منحها لموظفين يرتدون افخم الثياب واغلاها  من وراء دخولهم المرتفعة والتى هى فى الأصل من جيوبنا وصدقاتنا وعلى الاقل المتسول البسيط الذى يسكن منطقتى لن يخيرنى بين  سهم السرطان وسهم الغرفة وسهم الجراحة وسهم الخروف الكامل او ربع الخروف او حتى سهم كيلو اللحمة خلال مناسك الحج  والتى يتم التحضير لها حاليا.

ارحمونا من الملاحقات اليومية سواء فى الجرائد أو القنوات الفضائية واتركوا لنا اذاعتنا المحبوبة الى قلوبنا اتركونا نسمع قرآنا خالصا لا يخالجه اصوت تخرجنا عن الخشوع ولذة سماع افضل المشايخ والمقرئين واتركوا المواطن الذى يعرف جيدا متى واين ولمن يضع صدقته بعيدا عن هذا المزاد اليومى من اعلانات التسول واكراه المواطن على الدفع كاش او عن طريق مندوبنا الذى يصل حتى باب البيت وهنيالك يا فاعل الخير وصدقة قليلة تمنع بلاوى كتيرة.