من نقطة الأصل:
عندما نادى الزعماء السوريون بالوحدة مع مصر كان المصريون يرنون إلى عودة الروح إلى وحدة وادى النيل، وعندما طالب معمر القذافى بالاتحاد مع مصر كان المصريون يتساءلون أم لم يكن الأحق أن يطالب بذلك زعماء السودان لإصلاح أى خلل أصاب دولة وادى النيل؟!.. منذ انفصال السودان فى 1956 والانقلابات تترى والمصائب تتوالى ولم تتعلم أحزاب من توالى اللدغات.. لقد أثارنى ما جاء بالصفحة الأولى بأهرام 11/5/2019 تحت عنوان (التحقيق مع «البشير» والإخوان فى تدبير انقلاب 1989).. وماذا عن كل الانقلابات التى كانت قبلها؟!.. تأسيا بما فعله عبدالناصر.. والحقيقة أن حزب الأمة نفسه يتحمل ما آل إليه السودان واقعا وموقعا.. انفصل جنوب السودان عن شماله وبالمثل ما يحدث بدارفور الآن وفى الطريق انقسامات أخريات!.. وهاكم نص ما جاء بالأهرام (بدأ مكتب النائب العام السودانى، الوليد سيد أحمد، التحقيق مع الرئيس المعزول عمر البشير، وتنظيم «الإخوان» فى الاتهام الموجه ضدهما من جانب عدد من المحامين السودانيين بالانقلاب العسكرى على الحكومة الشرعية فى 1989، وتقويض النظام الدستورى وحل المؤسسات والنقابات فى الدولة، وهو ما نتج عنه صعود التنظيم للسلطة فى العام نفسه، عبر انقلاب عسكرى قاده «البشير» على الحكومة المنتخبة حينها، بقيادة الصادق المهدى....).. وحتى الآن هناك من الإعلام من يشير إلى انفصال السودان بكلمتى الاستقلال السودانى.. والرد.. مصر لم تكن محتلة للسودان.. والمستعمر لا يقيم تعليما ومساجد فى طول البلاد وعرضها بداية من المسجد الذى بناه الأمير عمر طوسون فى جوبا بجنوب السودان ومسجد الملا كال ومدرسة الأمير فاروق والنادى المصرى بالخرطوم وفرع جامعة القاهرة بها بالإضافة إلى الكثير من دور العلم والمكتبات والمساجد والمعسكرات وهى فوق أن تنكر!.. عموما التيارات الفكرية التى كانت تسود السودان قبل أحداث 23/7/52 يمكن تلخيصها فيما يلى:
1 - تيارات تدعو إلى الاندماج - لا الارتباط فقط - بين مصر والسودان.
2 - تيارات تدعو إلى اتحاد بين مصر والسودان تحت التاج المصرى.
3 - تيارات تدعو إلى تكامل واتصال محدود بين مصر والسودان.
4 - تيارات تدعو إلى الانفصال..
أما الأحزاب فكانت كما يلى : 1- حزب الأشقاء 2- حزب وحدة وادى النيل 3- حزب الاتحاديين وهذه الأحزاب الثلاثة تؤيد الاتحاد أو الاندماج مع مصر 4- حزب الأمة وكان يرى أن الاندماج مع مصر هو سيادة عليها ويرفض الاتحاد وكون لجنة سماها لجنة الدستور!.. وللموضوع بقية إن شاء المولى..