دوامة القروض

دوامة القروض كثير من الناس يقع فريسة لهذه الدوامة، التى تحول حياته إلى تعاسة وحزن دائم، وتؤثر بالتبعية على كل من فى البيت، وقد تؤدى إلى دمار الحياة الأسرية، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الاساسية، وقد ينتهى الحال بالسجن. لهذا لا بد أن ننتبه لهذه الكارثة التى ربما لا نشعر بها، إلا بعد سنوات من دوامة الاقتراض، وهو ناتج عن التعثر المالى الذى أصبح سمة العصر، بسبب الظروف، أو سوء التخطيط، أو بسبب المكان الذى نعمل فيه، ولكن فى النهاية المتضرر الأكبر هو نحن، فلا الظروف ولا المكان ولا الزمان هينفعنا إذا دخلنا فى دوامة من الديون، وفى النهاية حياة حزينة يسيطر عليها البؤس والحزن.

فماذا نفعل؟ فى البداية التعثر المالى هو عدم قدرة الفرد على سداد ديونه، أو عدم فشله فى إدارة أموره المالية بالطريقة الصحيحة. وهو ناتج عن مجموعة من الأخطاء المالية منها: الافراط فى الاقتراض، واختياره كطريق سهل لسداد الديون وعدم القدرة على التخطيط المالى ومعرفة الدخل خلال عام، والالتزامات خلال عام وعدم القدرة على إدارة الدخل الشهرى بشكل سليم وعدم الوعى بطبيعة القروض ومصاريفها، والغرامات والفوائد والرسوم. وعدم وضع إطار زمنى للالتزامات التى عليك وكيفية سدادها.

كما أن علاج الأمراض لا نقبله بكل صوره، فإن علاج التعثر المالى ربما لا تقبله نفسك، ولكن لابد منه حتى تعيش حياة مالية سليمة، وهناك خطوات لعلاج التعثر المالى: التوقف عن الحصول على قروض جديدة، ومحاولة الالتزام بسداد الحالية، والبحث عن حلول أخرى لمواجهة متطلبات الحياة. والتخطيط المالي السليم وتحديد أولويات السداد حسب سعر الفائدة والتكلفة، وأبدأ بالقروض والاقساط المكلفة أكثر، وحاول لا تتأخر فى سداد الديون حتى لا تجد نفسك فى آى سكور والبحث عن مصدر دخل جديد، وتعلم ثقافة الادخار.

وعند التعرّض للتعثر المالى يجب عدم الاستسلام والتهاون فى حل المشكلة من جذورها، واغلاق هذه الباب تماما. فكل إنسان هو ميزان الحرارة المالى لنفسه، ويعلم متى قد يدخل هذه الدائرة، ويجب عليه عمل المستحيل حتى لا يدخل فى دوامة القروض، وإذا حدث، فعليه أن يجعل هذه الأساس هو القضاء على هذا التعثر خلال فترة زمنية محددة سنة أو سنتين.

ونسأل الله فى هذ الأيام الكريمة أن يسدد كل الديون، ويتقبلنا، وكل عام وأنتم بخير مناسبة عيد الفطر المبارك.