رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

إن أمرهم أصبح يمثل خطرًا داهمًا يهدد استقرار الشارع المصرى، وهو أخطر ما يهدد دولة القانون، حيث يعتبرون أنفسهم القانون ذاته وسادته ومنفذى قانونهم أولًا وثانيًا وأخيرًا.. وهذا يرجع إلى تساهل الحكومات والأنظمة تجاه اتخاذ البلطجية كظهير وأداة اثارة الرعب وتخويف الناس خاصة المعارضين منهم.

إن الحكومات حكومة بعد أخرى لم تدرك أن استخدام هؤلاء البلطجية من قبل جهات مختلفة سيؤدى بكل تأكيد إلى النخر فى دولة القانون، وأنه سلاح ذو حدين اثاره المدمرة ستطول يومًا ما من استخدمه، وهو عنوان على تغييب دولة القانون.

نشرت أمس المواقع الإخبارية خبرًا عن استشهاد الرائد ياسر جلال رئيس مباحث أبوحماد أثناء مطاردته لمجموعة لصوص حاولوا سرقة إحدى السيارات ومنذ شهرين أيضًا استشهد أحد الضباط على يد البلطجية، ومنذ سنوات ذهبت إلى تأدية واجب العزاء فى ضابط استشهد أيضًا على يد بلطجى، وكان هذا الضابط رحمه الله نجل النائب بدر محروس الوحيد، والذى راح على يد بلطجى، إن البلطجية أمر أصبح لا بد من التصدى له.. فهو القبح الذى يشوه المجتمع والدولة والقانون.

للأسف الشديد لم تكن هذه الحالات فقط هى مجموع من استشهد من ضباط الشرطة بل هناك الكثير.. وإذا أردنا معالجة هذا الأمر، فلا يجب أن نضع رؤوسنا فى الرمال.. فهؤلاء أصبحوا مثل السوس الذى ينخر فى المجتمع، وأعتقد عندما أراد نظام ما قبل 25 يناير استخدامهم أثناء الثورة ضد الثوار فى 25 يناير، كان هذا من الأسباب والدوافع التى عجلت بإسقاط النظام ولا يستطيع كائن من كان ان ينفى ان كثيرا من المواطنين أصبحوا يستعينون ببلطجية لتنفيذ قرارات لم تقم بتنفيذها السلطة التنفيذية فى الأراضى والعقارات وغيرها.. أو أن يستخدمهم البعض فى التحرش بخصومه.

هناك آلاف من صناديق الموت التى يطلق عليها سيارات الميكروباص داخل الاحياء وغيرها من توابعها، والحقيقة انها ليست بسيارات وإنما هى بقايا لسيارات متهالكة لا يوجد عليها أرقام يحشر فيها المواطنون ويقودها صبية يغلب عليه عامل البلطجة يفرضون سيطرتهم دون أى تحرك، ولو وقع حادث نتيجة رعونة هؤلاء، فيصعب الوصول إلى الفاعل لعدم وجود أرقام على هذه السيارات.

إننا نعيش غياب رؤية عقلانية لتدارك هذا الخطر الداهم على مصر وأمنها وشعبها.. ومعالجة هذا الأمر ليس مستحيلاً حتى وإن استفحل وتوحش وتسيّد أمرها.. كل ما هناك أن تدرك الحكومات والأنظمة أن هؤلاء سلاح ذو حدين وأن هذا السلاح يمكن ان يرتد إليها.. إن معالجة الأمر ليس أمنياً فقط بل نفسياً واجتماعيًا وإعلاميًا.. رحم الله الشهداء الذين وقعوا بأيدى البلطجة وسلامًا لمن يسعى لأن ينهى القبح من وجه مصر وشعبها ذلك القبح المسمى بالبلطجة.