رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فكرة

بينما كان صهر الرئيس الأمريكى «جاريد كوشنر «ينهى زيارته للمغرب، بزيارة للمقبرة اليهودية فى الدار البيضاء، التى قال إنه يحلم منذ سنوات «بالحج» إليها، كان الكنيست الإسرائيلى يفاجئه بإعلان حل نفسه، والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة فى سبتمبر المقبل، بعد فشل «نتينياهو» فى تشكيل ائتلاف حكومى، لتصبح فرص حليفه فى صياغة صفقة القرن، التى يروج لها، لتصفية القضية الفلسطنية، فى الفوز مرة أخرى فى تلك الانتخابات أمرا غير مؤكد.

وكانت الصفعة الثانية التى تلقاها «كوشنر» فى عمان حين أكد له العاهل الإردنى الملك عبدالله عند استقباله أنه لا حل للصراع مع إسرائيل إلا بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

كما جددالتأكيد على ذلك فى القمة العربية بمكة، موضحاً أنه لا استقرار فى المنطقة بدون حل عادل للقضية الفلسطينية يستند على حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية.

وكان كوشنر قد أعلن مؤخراً أن الصفقة لا تشمل حل الدولتين وأن القدس تبقى موحدة عاصمة لإسرائيل!

جولة «كوشنر» فى المنطقة كانت  تسعى لحشد دول عربية للمشاركة، فى ورشة «السلام من أجل الازدهار»التى ستعقد فى العاصمة البحرينية المنامة فى 25 و26 يونيه الجارى، لتنفيذ الشق الاقتصادى من صفقة القرن، الذى يبنى على تصور إسرائيلى  بتحويل القضيةالفلسطينية من قضية تحرر وطنى، إلى قضية إعاشة لمواطنين سوف تسكتهم معونات مالية سخية عن المطالبة بحقوقهم الوطنية المشروعة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية  قد نشرت قبل نحو اسبوعين نقلاً عن أعضاء فى الكونجرس  الأمريكى، أن الخطة تشمل استثمار 68مليار دولار فى الاراضى الفلسطينية والأردن ولبنان ومصر، تلتزم الولايات المتحدة- كما ذكرت الصحف الإسرائيلية- بتقديم 20% منها ويتولى الأتحاد الأوروبى  10% بينما تقدم الدول الخليجية 70% أى نحو 48 مليار دولار من أموال العرب لتمويل صفقة القرن، لشطب القضية الفلسطينية من جدول النقاش الدولى!

من المؤكد أن عدداً من الدول العربية ستشارك فى ورشة المنامة الاقتصادية، برغم مناشدة الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى قمة مكة بمقاطعتها، لكن دعوته تمت الاستجابة لها من قبل روسيا الاتحادية والصين  اللتين أعلنتا عن عدم المشاركة فى الورشة الاقتصادية.

فات على كلمة الرئيس السيسى  فى قمة مكة، مسألة بروتوكولية تتعلق بتوجيه الشكر للرئيس التونسى، التى ترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة العربية، لكنها قدمت تصوراً مبدئياً  شاملاً لقضية الأمن القومى العربى، يقوم على رؤية استراتيجية لجذور الأزمات فى المنطقة.

وهى بذلك تحفز العرب على أن  يستعيدوا  زمام المبادرة بالجمع بين الاجراءات السياسية والأمنية لمواجهة التهديدات،وتهئ لعلاقات   تحترم سيادة الدول، وتمنع التدخل فى شئونها، وتدعم قدرات مكافحة الإرهاب، وتمد يد التعاون والسلام لمن يقبل بذلك فى الإقيلم وخارجه.

رسالة سلام يحملها التصور المصرى لأمن المنطقة، فى خطاب الرئيس السيسى، لعلها تدفع طبول الحرب التى ُتقرع بتحريض أمريكى وإسرائيلى  فى الخليج على التوقف، لاسيما وترامب يعلن أن إدارته لا ترغب فى حرب مع إيران، ولا تسعى لإسقاط النظام الإيرانى، وتدعو للتفاوض معه. هذا فضلاً عن ربط  الرئيس  فى الخطاب بين استقرار المنطقة وبين قضية العرب المركزية، كما قال.

وهنا تأتى الصفعة الأكبر لجولة الصهر الأمريكى، حين جدد الرئيس السيسى  فى قمة مكة الموقف الثابت المستقل، للسياسة الخارجية المصرية، بأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق فى المنطقة، بدون الحل السلمى الشامل الذى يلبى الطموحات الفلسطينية المشروعة، فى الاستقلال، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيه 1967.

فليهنأ عراب صفقة القرن ومحركها، بزيارات حجه للمقابر اليهودية، لعلها تخفف عنه وقع صدمات المنطقة، التى تفركش له غزل خطته العنصرية.