رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الحرب الدائرة بين أمريكا والصين؛ لا مجال حتى للتساؤل من سيفوز، فالذى يتابع الصين عن كثب يعلم أنها ستحقق نجاحاً كبيراً فى خوارزميات الذكاء الاصطناعى؛ وأن لديها مزايا تكنولوجية تمكنها من أن تقود أوروبا وأمريكا واليابان وكوريا الجنوبية؛ وخاصة أن الأيام الماضية أثبتت أن المؤشرات الأوّلية تدل على أن الشركة الصينية «هواوى» اتخذت إجراءات استباقية تحسباً للعقوبات الأمريكية، فعملت منذ سنوات على تطوير نظام تشغيل خاص بها قد يُبصر النور قريباً.

ويعد نجاح الصين فى تحويل التكنولوجيا إلى قوة إنتاجية والتقبل السريع للتكنولوجيا سمة واضحة للتطور الحالى للعلوم والتكنولوجيا فى الصين، فإن الشعب الصينى أكثر استعدادًا لقبول التكنولوجيا والتغيير، ولكن فى الولايات المتحدة واليابان ودول غربية أخرى ليست بنفس مستوى قبول الصين للتكنولوجيا، فالجميع يعلم أن تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول فى الغرب لم تلقَ القبول والانتشار مثلما حدث فى الصين؛ وهذا لأن الصينيين أكثر استعدادًا لقبول أشياء جديدة، بينما لا يحب الغربيون التغيير، لذلك فإن الصينيين يعملون بينما تركوا العالم يتابع الخطوة المقبلة للشركة الصينية العملاقة «هواوى» رداً على العقوبات الأمريكية التى أدت إلى قطع العديد من الشركات لعلاقاتها معها، وفى مقدمها «جوجل» التى لم تعد تسمح لهواتف «هواوى» بالاستفادة من نظام تشغيل «أندرويد» وتطبيقاته الأساسية، مع الأخذ فى الأعتبار أن بكين تستخدم من فترة أسلوباً آخر يتمثل فى لعب دور أكبر فى وضع معايير تقنية جديدة متفق عليها دولياً، إذ قامت الشركات الصينية مثل هواوى وZTE، على سبيل المثال، بوضع نفسها بقوة فى اللجان الدولية التى تضع المعايير العالمية الجديدة لشبكات الجيل الخامس المحمولة، وهى الشبكات التى تلعب دورًا كبيرًا فى مجال التطبيقات الصناعية.

ومن المعلومات القليلة المتوافرة حول الموضوع، فإن «هواوي» تعمل على نظامها المسمى Hongmeng (إسم مؤقت) منذ العام 2012، ليعتمد النظام الصينى على نسخة مفتوحة المصدر من «أندرويد» نفسه، ما يعنى أنه سيكون قادراً على التعامل مع كافة تطبيقات نظام التشغيل الأمريكى،

مع تطوير نظام خاص بالشركة بهدف احتواء العقوبات الأمريكية المحتملة آنذاك.والنظام الجديد، سيكون قابلًا لتشغيل الأجهزة اللوحية والحواسيب أيضاً، فضلاً عن أجهزة التليفزيون والسيارات.

وبالتالى «هواوى» تسير باتجاه الاستغناء عن «مايكروسوفت» أيضاً ومنتجاتها، وبقية الشركات الأمريكية الرائدة عالمياً فى مجال التقنية.

وفى الحقيقة أن النظام الجديد لشركة «هواوى» قيد الاستخدام والتجربة حالياً بالفعل على العديد من الأجهزة الخاصة بالشركة الصينية، قبل وضعه على خط الإنتاج النهائى فى الأسواق العالمية.

لقد سعت «هواوى» من قبل تلك الأزمة بفترة طويلة على بناء متجر تطبيقات خاص بها أيضاً، ودخلت فى مفاوضات مع متاجر إلكترونية موجودة لشرائها واعتمادها كبديل عن متجر «جوجل» للتطبيقات. و«هواوى» جذبت المطورين والمبرمجين لإنشاء تطبيقات متوافقة مع أجهزتها، كما التنسيق معهم لتكون التطبيقة متوافقة مع نظام التشغيل المؤمل، وخاصة أن السوق الأوروبى قد يقف معها بالدرجة الأولى للترويج لنظامها الجديد، خاصة فى ظل امتعاض الأوروبيين من احتكار «جوجل» وبقية الشركات الأميركية للتقنيات والبيانات.

وفى الواقع أن امريكا عندما اصطنعت تلك المشكلة لا تعرف شيئاً عن الصينيين، فهم لا يتركون شيئاً للظروف، لأن سنة الحياة التغيير. وهم يؤمنون بالتغيرات والتحوّلات وبأن كلّ شىء متغير، لأنّ الثبات أشبه ما يكون بفكرة سريالية فى نظر الصينيين، تدحضه حركة الـ«ين» والـ«يانج» الدائمة، كما ورد فى كتابهم الأول الذى يدلّ عنوانه على جوهر فكرهم، وهو «كتاب التحولات».

فمن الطبيعى أن تتبدل الظروف والسياقات عملاً بمفهوم التناغم والانسجام؟.. وعدم معرفة الروح الصينية يجعل تفسير الأمور يأخذ مساراً مثيراً للالتباس والغموض، أو يولد تفسيراً منقوصاً.

والصينيّ يميل إلى الحلّ دوماً بدلاً من الصراعات والمواجهات.